فى سابقة هى الأولى من نوعها فى موريتانيا، بلد المليون شاعر، كما يطلق عليها، والتى يبلغ عدد سكانها نحو 4 ملايين نسمة أصدر القضاء الموريتانى حكما بالإعدام بحق الشاب محمد شيخ ولد محمد بتهمة الردة، واعتبر القضاء أن المتهم استخف بالدين وكتب مقالا مسيئا للرسول محمد عليه السلام، واتهم المجتمع الموريتانى فى مقاله بالإبقاء على "نظام اجتماعى موروث بالٍ" من عهد النبى محمد، وهو ما نفاه المتهم أمام المحكمة. يذكر إلى أن حكم الإعدام لم ينفذ فى هذا البلد الذى تحكمه الشريعة منذ عام 1986، ولم يوجه من قبل إلى كاتب منذ استقلال البلاد 1960. وأكدت مواقع وصحف عربية وأجنبية، أن محكمة فى مدينة نواديبو شمال غرب موريتانيا، حكمت، مساء الأربعاء، بالإعدام على شاب موريتانى بتهمة الردة بعد كتابات اعتبرتها المحكمة تجديفا، وقد أغمى على المتهم البالغ من العمر 30 عاما عند تلاوة الحكم قبل أن يتم إنعاشه ونقله إلى السجن. وأكدت المصادر أن الحكم أثار أجواء من الفرح فى قاعة المحكمة بينما نظمت تجمعات فى المدينة أطلقت خلالها أبواق السيارات، كما أن شوارع المدينة الشمالية الموريتانية تشهد أفراحا من خلال مسيرات بالسيارات ومسيرات راجلة رغم البرد القارس وذلك انتصارا للرسول ، على حد وصفهم. بينما وصف أحد الحاضرين، للوكالة الفرنسية، أجواء المحاكمة، بأن أحد القضاة ذكر فى بداية الجلسة الاتهامات الموجهة إلى الشاب، وقال إنه "تحدث باستخفاف عن النبى محمد" فى مقال نشر على مواقع إلكترونية موريتانية أعرب فيه عن رفضه لقرارات اتخذها النبى محمد والصحابة أثناء غزواتهم. وأشار إلى أن المتهم نفى التهم الموجهة إليه وقال إن هدفه "لم يكن الإساءة إلى النبى بل الدفاع عن طبقة من السكان (الحدادين) تتعرض لسوء المعاملة" وهو ينتمى إليها، وأضاف "إذا كان ما فهم من كتاباتى أنه ردة فأنا أنفى ذلك كليا وأعلن توبتى بشكل علنى". وأكد أنه "يتوب من جميع الأخطاء التى ارتكبها فى حياته". وأكد محاميان كلفا بالدفاع عن "ولد محمد" مساء الأربعاء على إعلان الندم هذا، وأوضحا أنه يجب أن يؤخذ إقراره بالتوبة فى الاعتبار، وأوردا فى ذلك آيات وأحاديث تحث على الصفح والمسامحة. وقضت المحكمة بالحكم على المتهم بالإعدام رمياً بالرصاص، وذلك بناء على المادة ثلاثمائة وستة وأربعمائة وتسعة وأربعين التى تحيل للشريعة الإسلامية من القانون الجنائى الموريتانى، التى تستند على الشريعة الإسلامية فى إعدام المرتد والمسىء للنبى صلى الله عليه وسلم، وقالت المحكمة، إن المتهم يخضع لمادة فى قانون العقوبات تنص على عقوبة الإعدام "لأى مسلم رجل أو امرأة يتخلى عن الإسلام علنا أو عبر أفعال أو أقوال". وكانت الشرطة قد اعتقلت "ولد محمد" فى يناير الماضى، كما أن محاميه محمدين ولد ايشيدو أعلن فى فبراير الماضى تخليه عن الدفاع عنه بسبب تظاهرات معادية للشاب وله شخصيا ولأقربائه، حيث جرت عدة تظاهرات غاضبة فى نواكشوط ونواديبو طالب فيها بعض المحتجين بإعدام الشاب. من جانب آخر أكدت منظمات إسلامية محلية، أنها المرة الأولى التى ينشر فيها نص ينتقد الإسلام فى موريتانيا "الجمهورية الإسلامية التى تطبق الشريعة"، لكن عقوباتها القصوى مثل الإعدام والجلد لم تعد تنفذ منذ الثمانينات. وقال المحامى سيدى محمد ولد التمين، ممثل الهيئة الوطنية للمحامين الموريتانيين فى نواذيبو ،إن قرار المحكمة الذى جاء بعد مداولات استمرت عدة ساعات أعلنت خلاله المحكمة أن الكاتب زنديق، مضيفاً أن القانون يمنح المدان حق الاستئناف خلال الخمسة عشر يوما، واستدرك أن توبة الزنديق لا تقبل بعد الاطلاع على زندقته وفق ما ينص عليه القانون الموريتانى.