مباشرة بعد قرار الملك محمد السادس، وهو في إجازته الخاصة في الإمارات، بتعليق أنشطة وزير الشباب والرياضة، محمد أوزين، يوما واحدا قبل تنظيم مباراة النهاية ل"المونديالتيو" الذي تحتضنه البلاد، احتفى معلقون وقراء بتدخل العاهل المغربي، واعتبروه "ردا مبطنا" على موقف رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران من فضيحة ملعب "الكراطة". وبسرعة البرق هَوَتْ أسهم بنكيران وأوزين عند شريحة عريضة من القراء والمتابعين في المواقع والمنتديات الإلكترونية، بينما ارتفعت الإشادة بخطوة الملك عاليا، غير أن معلقين آخرين طالبوا بالتريث وعدم جعل أوزين "بقرة فداء" لما جرى في ملعب مولاي عبد الله مساء السبت الماضي. ويأتي قرار الملك بتعليق أنشطة الوزير أوزين يوما واحدا فقط بعد تصريحات بنكيران، في المجلس الحكومي ليوم الخميس، هَون فيها من تداعيات ما حدث في ملعب الرباط، بمناسبة إجراء مقابلة في "الموندياليتو"، حيث قال إن الأمر يتعلق بإشكالية، لكنها "ليست كارثة وطنية". الملك يرد على بنكيران محمد أمين، ناشط إعلامي، اعتبر قرار الملك بتعليق أنشطة الوزير، بأنه "رد مبطن قوي" على رئيس الحكومة، لأنه حاول التقليل من الحادث الذي يتعلق باختلالات فادحة بالملعب مست سمعة البلاد، حيث تحولت رقعة الميدان إلى بركة مائية فسيحة، استغلته وسائل إعلام دولية للسخرية من البنيات التحتية للمملكة". ولفت أمين إلى أن العاهل المغربي أمر رئيس الحكومة بفتح "تحقيق معمق وشامل لتحديد المسؤوليات" فيما سمي ب"فضيحة ملعب الرباط"، ما يدفع إلى التساؤل عن مصير التحقيق الذي تحدث عنه بنكيران وأوزين بخصوصه الاثنين الماضي، وهل يعني هذا فتح تحقيق جديد"، يتساءل المتحدث. قارئ يدعى الزغاري وصف قرار الملك بتعليق أنشطة وزير الرياضة، بأنه "قرار في محله حتى يعتبر الجميع"، فيما خاطب أنور فِنوش العاهل المغربي "دائما تكون سريعا وقريبا من نبض الشعب"، بينما أثنى ظريف على الملك لأنه "حامي البلاد من المفسدين" وفق تعبيره. وعلى نفس المنوال هتف قارئ يدعى حفيظ بالقول "يحيا العدل، لأنه من العار أن تمر هذه المهزلة بدون حساب، مستشهدا بالحديث النبوي "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"، فيما قال محمد موسالي "هذه إشارة قوية إلي رعاة الفساد ومافيا الصفقات بأن عهد السيبة قد ولى بلا رجعة". واسترسل قارئ آخر قائلا: "الملك انتظر وزير الرياضة ليقيل نفسه، فلم يفعل، كما انتظر رئيس الحكومة ليقيل وزيره في الرياضة، فلم يفعل، فبادر الملك إلى هذا القرار، الذي وصفه المتابع بالحكيم، لكونه جاء ليعطي صفعة للوزيرين معا، بنكيران وأوزين". وألقى قراء آخرون اللوم على بنكيران لأنه قائد سفينة الحكومة، وبالتالي عليه أن يتعامل بصرامة مع كل حالات الإهمال أو التقصير أو الفساد، مشيرين إلى ما جرى في الفيضانات من تقصير في إغاثة الضحايا، فضلا عن فضيحة الشكلاط التي "تورط" فيها الوزير الكروج. والتفت بالمقابل عدد من القراء والمتابعين إلى أن ما يحدث لوزير الرياضة حاليا، بشأن ملعب "الكراطة"، هو مثل تلك البقرة التي حينما تسقط يشحذ الجزارون السكاكين لذبحها بأية طريقة، مطالبين بالتريث إلى أن تنتهي لجنة التحقيق من مهامها، وتحديد كافة المسؤوليات عما حدث.