أذنتْ سلطات مطار محمد الخامس في الدارالبيضاء، لسيدةٍ سوريَّة بالدخُول رفقة زوجهَا المغربِي وأبنائهَا الأربعة، إلى تراب المملكة، بعدمَا خاضت الأسرة اعتصامهَا ليومين بالمطار، رافضةً أنْ تقفلَ راجعةً إلى السعوديَّة، التي قدمت منهَا. الدكتُور محمد العصَّار اتصلَ بهسبريس فور ختم جوازات سفر العائلة بأكلمها، ليبدِي فرحةً عارمةً بالسماح له بالدخُول مع زوجته ‘لا أقوى على وصف ما يختلجُ في صدرِي من فرح وارتياح، بعد هذه الأشهر الطوَال من المعاناة، أشكرُ هسبريس، وما لقيتهُ قضيَّتِي من أصداء وتفاعل بعد عرض مأساة بقائنا عالقين في المطار". عائلةُ العصَّار دخلتْ إلى المغرب على تمام الثانية عشرة منْ زوَال اليوم، بعدمَا جيءَ إلى زوجته وأخبرتْ بإمكانيَّة دخولها، شكرتْ عبر الأب الملكَ محمدا السَّادس، الذي كانت قدْ ناشدته، لأجلِ التدخل وإنهاء أزمتها الإنسانيَّة. وأردف الدكتور العصَّار أنَّه سيرتبُ الآن لاستقرارهُ في المملكة، حيثُ سيباشرُ العمل في عيادته لطبِّ الأسنان، بعد سنواتٍ من الاغتراب في السعودية، قرر أنْ ينهيهَا قبلَ 6 أشهر، ليفاجأَ بأنَّ لا مجَال لدخُول زوجته إلى المملكة. الزوجة السوريَّة تقدمتْ بطلب التأشيرة مرتين في السعوديَّة، أولاهما في مدينة جدَّة، قبل أنْ تلجأ إلى سفارة المملكة لدى الرياض، ليجري إخطارُ زوجهَا، حينها، بأنَّ لا حاجة للمحاولة ثالثةً، على اعتبار أنَّ الخارجية المغربية حازمة في عدم منح التأشيرة لأيِّ مواطنٍ سورِي. ولأنَّ الدكتور المغربي كانْ قدْ رتب كلَّ أموره للهجرة، وأنهى التزاماته وحياته المهنية في السعودية، ووجد نفسهُ على وشكِ مواجهة مشاكل ماديَّة، اختار أنْ يقصد الدارالبيضاء، دون أنْ تكون زوجته قدْ حصلت على التأشيرة. وحين طولبَ العصار بالدخُول مع أبنائه إلى المملكة وترك زوجته السُّورية، أبدَى رفضهُ المطلق، قائلًا إنَّه لنْ يدخل سوى مع زوجته، أوْ يظل معتصمًا إلى حين "مفارقة الحياة"، قبل أنْ تستجيب السلطات. ولئن كانت حالة العصار قدْ حُلَّتْ، فإنَّ أسئلة كثيرة لا تزَال مطروحة حول مآل مغاربة كثر تزوجُوا بسوريَّات قبل سنواتٍ أوْ عقود، ويودُّون الدخُول إلى المملكة، والنحو الذي ستتعاطَى به السلطات معهم مستقبلًا، وإذَا ما كانتْ ستستمرُّ في منع أيِّ مواطنٍ سوري من دخول المغرب، أيًّا كان وضعهُ الاجتماعي والمالِي، بسبب وجود مخاوف أمنيَّة واجتماعيَّة؟