يبدو أن الامطار اصرت منذ هطولها على بلادنا هذه السنة على تعويض المسئولين في ممارسة دور الرقيب و المدقق في انجاز البنيات التحتية , و ربما ستقوم في القادم من الايام بإعمال مبدأ ''ربط المسؤولية بالمحاسبة'' الذي كرسه دستور المملكة. في مغرب 2014 تحول المطر من نعمة إلى نقمة (عند المسئولين على الشأن العام طبعا), فكلما همت قطرات الامطار في التهاطل يضع هؤلاء أيديهم على قلوبهم مخافة انهيار المنشآت العمومية التي أشرفوا على انجازها و انجزوا بخصوصها كل التقارير و المعاينات الجاري بها العمل. بالأمس تأكد الجميع بما لا يترك مجالا للشك أن الامر لا يتعلق بحالة عرضية أو بحادث معزول , فالأمطار لم تعر فقط على هشاشة البنيات التحتية بالمغرب غير النافع بل تعدت ذلك لتتوغل إلى عمق العاصمة بملعب رأت فيه اللجنة المشرفة على كأس العالم للأندية انه جاهر لاحتضان هذه التظاهرة الرياضية العالمية . !!!!!!. المعلب جاهز و مع ذلك تحول إلى بركة مائية التقطت صورها , عبر الأثير كاميرات كل القنوات التلفرية الرياضية العملاقة, فكيف سيكون عليه الحال لو أنه ليس جاهز .؟؟؟؟؟الغريب في الامر أن المنظمين لم يستفيدوا من درس الامطار التي شهدتها البلاد قبل اسبوعين, فمدينة الرباط شهدت بالوعات صرفها الصحي اختناقا لم يسعف معه إلا تدخل مواطن مغربي انقذ الموقف و تم تداول مغامرته عبر مواقع التواصل الاجتماعي. الاكيد أن ارضية الملعب قبل أسبوعين كانت غارقة على نفس الشاكلة التي شهدتها مباراة ربع النهائي التي جمعت بين كروز أزول المكسيكي و ويسترن سيدني واندررز الاسترالي .فلم لم تتخذ اللجنة التنظيمية جميع الإحتياطات خصوصا أن مديرية الارصاد الجوية أشارت في نشرات الاخبار أن العاصمة و معها عدد من مدن المملكة ستعرف تساقطات مطرية ..؟ لماذا لم نتقل المباراة الى ملعب مراكش؟ أو على الاقل لماذا لم يتم اقتناء تجهيزات في المستوى لإزالة المياه من أرضية '' ألمسبح '' بدل الاستعانة بأدوات بدائية عبارة عن ''سطول'' لشركة صباغة استفادت من الاشهار لعلامتها التجارية بالمجان و اسفنج و ''كراطات'' طويلة ستكون بلا شك الاطول في العالم بعد اكبر ''أومليط'' و أكبر كسكس. بعد هذه الكارثة المقيتة , سيتيقن الجميع اننا لا نتوفر بعد على رؤية استراتيجية لتدبير الكوارث الطبيعية, و لا نتوفر على روح وطنية تمنعنا من تعريض سمعة الوطن للخدش, فبالأمس تم نقل جثامين شهداء فيضانات الجنوب على متن شاحنات لنقل الازبال و اليوم تحول ملعب رياضي ''جاهز'' اقيمت علي ارضيته مباراة دولية الي بركة مائية لم يسعفنا في حل المشكلة سوى ''الاسفنج الرياضي''.