لم يذكر المغربُ بالاسم ضمن لائحة من الدول ال54 التي ضلعتْ وكالة الاستخبارات المركزيَّة الأمريكيَّة "سِي آي إي" في فصُول تعذيب، وذلك بالرغم من تطرق منابر صحفية أمريكيّة لوجوده بتضمينه ضمن خريطة مشيرة للمراكز التي خصصت للتحقيق مع الموقوفين بداعي الإرهاب دُون احترام حقوق اعتقالهم من شروط كريمة لا تمسُّ سلامتهم البدنيَّة والنفسية، ومن بين الموجهين الأصابع للمغرب برزت صحيفة الغارديان البريطانية. تقريرُ لمجلس الشيُوخ الأمريكي يأتِي بعدَ سنواتٍ من الانتظار، وذلك لرصد انتهاكات الاستخبارات الأمريكيَّة خارج ترابها، حيث يظهرُ في ما نشر أنَّ كلَّ الدول العربيَّة، تقريبًا عايشتْ فصولا من التعذيب، ما عدا استثناءات كالسُّودان وسلطنة عمان.. وذلك وفق قراءة بذات الخريطَة. وبحسب التفاصِيل التي جرى الإفصاح عنها فِي التقرير فإنَّ 25 بلدًا أوروبيًّا، واردًا في خريطة الدول المعنيَّة بممارسات ال"سي اي اي" تشملُ ضروبا أخرى قاسية من المعاملة التي تم اللجُوء إليها منذُ اعتداءات الحادي عشر من شتنبر في نيُويورك، وذلك لانتزاع اعترافات من المعتقلين. التقريرُ الواردُ بين ثنايا 6000 صفحة، جرى تلخيصها في 480، يتحدث عن لجوء وكالة الاستخبارات المركزية إلى أسلوب الإيهام بالغرق، الذي تسبب في أذًى جسدي للمحقق معهم، زيادةً على تشنجات وحالات قيء لعدد من المعتقلين.. كما أشارت الوثيقة إلى حالة المعتقل السعودي أبِي وزبيدة، في غوانتمنامو، الذي وصلت حالته إلى حد خروج فقاعات من فمه، بات معها غير قادر على الاستجابة للمحققين، فيما عذب آخرون بالحرمان من النوم، وإبقائهم مستيقظين لفترات تصل إلى 180 ساعة، يظلُّون فيها واقفِين، كما قدْ تكون أيديهم مقيدة فوق رؤوسهم. في غضون ذلك، كان الرئيسُ الأمريكي باراك اوباما قد أكد أن نشر التقرير يصبُو إلى عدم تكرار تلك الممارسات في المستقبل، موازاةً مع ما يراه مراقبُون رغبة منه في فضح إرث حكم الجمهوريين للبلاد قبل ولايتَيه.. ومن جانبهم، أعلن مسؤولون سابقون فيوكالة الاستخبارات المركزيَّة' الأمريكيَّة إطلاق موقع إلكتروني يتولى الرد على الانتقادات الحقوقيَّة الموجهة إلى CIA، جراء انفضاح الأساليب التي كانت تستعملها للتحقيق مع المعتقلين بتهم الإرهاب. الموقع الذِي سمي "سي آي اي سيفدْ ليفزْ"، بما معناه أنَّ الوكالة "أنقذت حياة"، يحاول إقناع الأمريكيين بأنَّ الأساليب التي تمَّ استخدامها، كانت ذات نجاعة، في خوض حرب الإدارة الأمريكيَّة ضد الإرهاب بعد تعرضها لهجمات غير مسبوقة في الحادي عشر من شهر شتنبر للعام 2001.