أثار عرضُ خريطة المغرب مبتورةً دون صحرائه، بلبلة في إحدى جلسات نقاش المؤتمر الثالث عشر لمؤسسة الفكر العربي، بعد قابل حاضرون مغاربة العرض بالانسحاب من القاعة احتجاجا على المساس بوحدة المملكة الترابية. الخريطة التي تم عرضها أثناء مداخلة للفريق ضاحي خلفان، قائد شرطة دبي السابق، زوال اليوم، انبرى معها الأمير السعودي، خالد الفيصل، إلى الاعتذار عن الخطأ، معتبرًا إياه غير مقصود، مشددًا على أن من أخلاق الإسلام قبول الاعتذار وطي الصفحة، ما دامت المسألة قد وضحت. الفريقُ خلفان اعتذر بدوره عن خطأ عرض الخريطة المغربية مبتورة، في الجلسة التي كان يتحدث فيها عن الأمن بالعالم العربي، وقال فيها إن ارتكاب بعض الموظفين أخطاءً قد تؤجج غضب المواطنين، لا ينبغي أن ينال معه المحتجون من الدول والأنظمة. في غضون ذلك، رأى بعض الحاضرين في المؤتمر عرض خريطة المغرب، وبوسطها خط، دون اعتبار جنوب المغرب دولة قائمة، أمرا طبيعيا على اعتبار أن الأمم المتحدَة نفسها، لا توردُ المغربَ بلون واحد، وتعتبر المنطقة الجنوبية محل نزاع بين المملكة وجبهة “البوليساريُو”. ولأن محور النسخة الحالية من مؤتمر مؤسسة الفكر العربي لم يتمحور سوى على التكامل العربي، لام عددٌ من المتدخلين، عرض الخريطة مبتورة في وقت يجري الحديث فيه عن الوحدة “لقد ساءنا أن تأتي خريطة المغرب مبتورة في حين أننا هنا مجتمعون للحديث عن تجاوز الانقسام في العالم العربي”. وينكبُ المؤتمر ال13 لمؤسسة الفكر العربي، المقام بالصخيرات بين الثالث والخامس من ديسمبر الجاري، ، على بحث إمكانيات التكامل العربي في ظل واقع الانقسام، وتطورات الربيع العربي، التي زادت من التشرذم والنزاعات الطائفية. وكان الملك المغربي، محمد السادس، قد بعث برسالة إلى المؤتمر، يوم أمس، تلاها مستشاره عبد اللطيف المنوني، أعرب فيها عن اسفه إزاء الانقسام العربي، وقال إن بعض الدول العربية تهدرُ طاقات شعوبها في تغذية نزاعات وهمية، كي تروج للانقسام، في زمن تسيرُ فيه الدول نحو التكتل.