سارع يونس لمليح، الاب لرضيع والمقيم بحي عرصة بنسلام التي شرعت "صوناداك" في هدم بيوتها الايلة للسقوط بالدارالبيضاء، إلى الصعود فوق سقف العمارة المتكونة من 5 طوابق، وهي التي شرع في الإقامة بها منذ ثمانينات القرن الماضي رفقة اسرته. وهدد لمليح، وهو يلوح بابنه من اعلى البناية، بالانتحار أما رجال السلطة لعمالة انفا وكذا المدير العام ل"صوناداك"، رافضا الخروج من بيته والإقامة في كوخ كما قام بذلك الغير قبالة انقاض البيوت التي تسوّيها السلطات بالأرض.. وظل يونس يصرخ بحياة الملك محمد السادس وهو يحذر أي مقترب من بيته، مصرا على تسريع وتيرة حصوله على الشقة المبرمجة له ولاسرته في إطار برنامج ترحيل ساكنة المدينة القديمة المعنية بمشروع "المحج الملكي". وسارعت زوجة لمليح بدورها الى الصعود للطابق الرابع من البناية، وشرعت في ترديد شعارات مدينة لتدخل السلطات المحلية ضد أسرتها وجيرانها مدعومة، في ساعة باكرة من صباح اليوم، بعناصر القوة العمومية من أجل هدم ما يزيد عن 30 بيتا تأوي قرابة ال180 من الأفراد. ويقول سكان المنطقة إن ممثلي السلطات العمومية لعمالة انفا وكذا مسؤولي "صوناداك" لم يتمكنوا من ايجاد حلول للمشاكل العالقة التي تحول دون انتقالهم للسكن المعد لهم في حي الرحمة بأقصى جنوبالدارالبيضاء.. بينما اعتبر ممثل للإدارة الترابية المعيّنة أن السكان هم من يرفضون آداء المستحقات المالية للموثق وكذا مقابل التسجيل والتحفيظ العقاري لكي ينتقلوا لسكناهم.. واضاف المتحدث، الذي فضل عدم نشر هويته، أن هناك "بعض الملفات التي تعترضها عراقيل اجرائية تتم محاولة لمساعدة اصحابها في تخطي الإشكالات". سعد العشوفبي، مدير صوناداك، قال بدوره لهسبريس إن عملية الهدم تشمل البيوت التي تم حل كل المشاكل بالنسبة لاصحابها والذين غادروا منازلهم.. واضاف العشوفبي: "حالات قليلة جدا هي تلك التي لها مشاكل ذات طبيعة مادية نحاول ايجاد حل معقول بخصوصها"، كما اعتبر ان الالوليات التي يركز عليها هي "ضمان سلامة السكان وابعادهم عن كل اشكال الاخطار".