أحدَ عشر يومًا كاملةً مضتْ على إغراقِ الفيضاناتِ لجماعتَيْ اللُّوكُوم وتلِيت القرويَّتين ودواويرَ متاخمة لهمَا، بإقلِيم طاطَا، دُون أنْ تنالَا حظًّا من الاهتمام التِي استأثرتْ به مناطق أخرى، ولا هي استقبلتْ من العون ما يخففُ الآثار المترتبة عن الكارثة. أحدُ أبناء المنطقة، كرِيم حدَّان، نقلَ لهسبريس صورًا مهولةً ممَّا يكابدهُ السكَّان، في البلدتين، بعد دمار 53 بيتًا بالكامل، مما لمْ تعد تجدُ معه عشرات الأسر سقفًا يأويها، ما عدَا بعض المؤسسات التعليميَّة والمساجد.. "الناس هنا فِي اتلِيت وامتزكِين تفترشُ الأرض، وتتحملُ قساوة البرد بعدما ضاع منها كلُّ شيء، فلا حطب يدفئها، ولا قنينات غاز تطهُو عليها طعامًا، إنْ هُو توفر"، يردفُ المتحدث. آثارُ الفيضانِ امتدَّت إلى تطويق دوار "انسُولة" الذِي حاصرته المياه، فعزلته عن العالم الخارجِي، ما أدَّى إلى إحداث انهياراتٍ جزئيَّة في عددٍ من مبانِيه، وجرف التربة، وقطعان الغنم، فيما جرَى إنقاذُ أربعة أشخاصٍ، عقب تدخل قيادة الدرك الملكِي بفم زكِيد، بمعيَّة بعض السكان. زاويَة سيدي عبد النبِي التابعة ترابيًّا لجماعة اللُّوكوم، لمْ تسلم بدورها من الفيضان، فسقطت في عزلة تامة، منذُ الجمعة الماضي، واضطرَّ الأهالي فيها إلى الاحتماء بمسجد الدوار والمدارس، دون أغطية ولا طعَام، وقدْ ضاع كلُّ ما تملك. فِي غضون ذلك، يواصلُ الكهرباء انقطاعهُ لليوم الحادِي عشر في دواوير بوكير وبودلال وتابية، بحسب حدَّان، الذِي يضيفُ أنَّ خشية تتملكُ السكان من فيضان الوادِي، فيما لا يملكُ أهالي "أولاد هلَّال" شبكة هاتفية تربطهم بالخارج ولا خدمات كهرباء.. ويرى سكان المناطق المتضررة نواحِي طاطَا، أنَّ الإعلام العمومِي لمْ يولِ معاناتهم الاهتمام اللازم، ولا هُو حلَّ بالمنطقة لنقل صور المعاناة، التِي لمْ ينبر معهَا أيُّ وزير إلى زيارة المنطقة المنكوبة. وجرَّاء العزلة التي تعانيها المنطقة، وتضرر بناها التحتيَّة الهشَّة، اضطرَّت عناصرُ الوقاية المدنيَّة إلى قطع وادِي زكِيد هائجًا، لتحضر سيدَة اشتدَّ بها المخاض، فلمْ يتوانوْا عن حملها على الأكتاف بواسطة حمالة، فيمَا حملَتْ سيدَة ترافقها على الظهر، إلى حين بلوغ الضفة الأخرى التِي كانت سيارة الإسعاف قدْ توقفت بها، قبل أنْ تقلها إلى دار الولادة حيثُ وضعتْ بعد مضيِّ نصف ساعة. هذا وأشار حدّان إلى أن لجنة يقظة تباشر عملها على مدار الساعة مكونة من الفوج العاشر لحراسة الحدود بفم زكيد، القوات المساعدة، الدرك الملكي، الوقاية المدنية والسلطة المحلية لباشوية فم زكيد، إلى حانب الغيورين المنطقة في حدود الإمكانات المتوفرة، يور المصدر ذاته.