لم تكن هذه المرة الأولى التي تعلن فيها وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، أول أمس الثلاثاء، عن إصابة الملك محمد السادس بوعكة صحية "حادة"، تأجلت معها زيارته الرسمية التي كانت مقررة اليوم الخميس للصين الشعبية كما أُلغي بسببها حفل استقباله للوزير الأول الكوري بالقصر الملكي بفاس، بل سبق للوزارة ذاتها أن أعلنت نهاية غشت من العام 2009 عن إصابة العاهل المغربي بفيروس "روتا"، احتاج معها لفترة نقاهة دامت خمسة أيام. هي حالتان فقط، منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش في 23 يوليو 1999، تخرج فيهما وزارة القصور الملكية والتّشريفات والأوسمة ببلاغ يخبر الرأي العام المغربي بالحالة الصحية "المتدهورة" للجالس على العرش، دون أن ينتبه المغاربة إلى هوية "طبيب القصر" الذي لا تصدر تلك البلاغات دون المرور على تقاريره الطبية وإمضائه النهائي.. إنه عبد العزيز الماعوني، الطبيب الخاص للملك محمد السادس. وكان البلاغ الصادر من داخل القصر الملكي أول أمس الثلاثاء، قد أشار إلى عبد العزيز الماعوني بصفة "الطبيب"، حين قال "وقد أكد الطبيب الخاص لجلالة الملك، بأن جلالته حفظه الله، مصاب، منذ أمس الاثنين، بأعراض زكام حاد مصحوب بحمى بلغت 39.5 درجة، مضاعفة بالتهاب في الشعب الهوائية". "يمشي دائما مثل الظّل الذي يتبع الملك، في أي مكان يحل به، دون أن يلفت انتباه العامة للتعرف عليه"، هكذا تتحدث "هافنغتون بوست" الأمريكية، ذائعة الصّيت والتي يوجد مقرها بنيويورك، مشيرة إلى أن مهمة الطبيب الملكي الوحيدة، وهو يدير مصحة القصر، تبقى "الحفاظ على صحة محمد السادس وضمان سلامتها". هذه المهمة، التي توصف بالعظمى، تُحتّم على عبد العزيز عدم الظهور المثير على شاشات التلفزة أو المرور على أمواج الراديو، محيلة إلى ظهوره مرتين، في سياق البلاغين المذكورين لغشت 2009 ونونبر 2014، حيث تقتضي الحالة الصحية للملك المغربي "السرية التامة"، حتى لا يسمح بتسربٍ لأية إشاعة أو معلومة غير صحيحة عن صحة عاهل المغرب خارج أسوار القصر الملكي. إلى جانب مهمة عبد العزيز، المنحدر من بني ملال والذي يرأس مؤسسة "الشيخ خليفة بن زايد" بعد أن أدار سابقا مستشفى الشيخ زايد بالرباط، في متابعة حالة محمد السادس الصحية، لما يزيد عن عقد من الزمن، يتكلف أيضاً بتلقي طلبات المواطنين المغاربة، الموجهة للملك، والتي تطالب بتدخل عاجل من أجل التكفل بحالات صحيّة ومرضية مكلفة ماديّا. وكان بلاغ لوزارة القصور والتشريفات والأوسمة، أعلن قبل يومين، عن تأجيل زيارة الملك محمد السادس لجمهورية الصين الشعبية، التي كانت مقررة اليوم الخميس، لأسباب صحية، موضحا أن الأمر يتعلق بإصابة الملك، ومنذ الإثنين، بأعراض زكام حاد مصحوب بحمى بلغت 39.5 درجة مضاعفة بالتهاب في الشعب الهوائية. بعدها بيوم واحد، أعلنت الحكومة الصينية، تفهمها لأسباب ذلك التأجيل، موضحة، عبر المتحدث باسم وزارتها في الشؤون الخارجية، عن "تعاطف الصين ومتمنياتها بالشفاء العاجل للملك".