استشاط عدد من رواد صفحات الفايسبوك بالمغرب غيظا مما سماه بعضهم ازدواجية في تعامل السلطات المغربية مع ضحايا فيضانات الجنوب، فيما وصفه آخرون بالكيل بمكيالين، وذلك بعد توارد صور تُظهر إجلاء السلطات المختصة للسياح العالقين عن طريق "الهليكوبتر"، فيما تم رمي جثث مغاربة في شاحنة للقمامة. وبالمقابل هَون فايسبوكيون من دلالات الصور التي تظهر طائرة هيلوكبتر، تابعة للدرك الملكي تغيث السياح الأجانب، فيما مواطنون مغاربة موتى يُلقون بكل برودة دم في شاحنة مخصصة للأزبال، باعتبار أن صورا أخرى نقلتها القناة الأولى أظهرت نقل مغاربة أيضا عبر الهليكوبتر. "المغاربة محكورين"؟ "الشعور بالحكرة" هو المحور الرئيس الذي اشتركت فيه العديد من التعليقات في صفحات فايسبوكية كثيرة تابعت حوادث الفيضانات التي ألمت بمنطقة كلميم ووارزازات وغيرهما، وأسفرت عن مقتل 36 مغربيا، حيث انصبت التساؤلات عن أسباب هذا "التمييز بين المغاربة والأجانب حتى في الكوارث الطبيعية". وتساءل معلقون في الموقع الأزرق "هل المغاربة يعتبرون مواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة حتى يتم اعتبارهم مثل القاذورات، ويتم جمعهم وتكديسهم في شاحنة مخصصة للقمامة، فيما يتم إكرام السياح الأجانب والاعتناء بهم بنقلهم سريعا عبر طائرة الدرك إلى بر الأمان". وقال معلق فايسبوكي بغضب إن "هذه الصور المتداولة تدين نظرة بعض السلطات للمواطن المغربي خاصة في المناطق المهمشة، والتي تنتسب إلى ما يسمى المغرب غير النافع"، مضيفا أنها "تشكل عارا على حقوق الإنسان بالبلاد، حيث لا حرمة للموتى بإلقاء أكياس الجثث في شاحنة الأزبال". ويستند الناقمون على أرقام تداولتها منابر إعلامية تفيد أن عمالة ورزازات شكلت لجنة إقليمية لانتقاء المستفيدين من إنقاذ المحاصرين والعالقين بسبب الفيضانات، حيث تم إيلاء الأفضلية للأجانب ثم المغاربة، بدليل استفادة 65 مغربيا مقابل 146 أجنبيا من التنقل بالطائرة من وارزازات إلى مراكش. تدليس وتهويل وفي الجانب الآخر، وجد معلقون فايسبوكيون أن "إثارة هذا الموضوع والتركيز على صور بعينها دون أخرى، يعتبر غشا وتدليسا لتوجيه مشاعر الرأي العام في البلاد، وتأليبه ضد السلطات المحلية في سياق كارثة طبيعية كانت أكبر حجما ووطأة من جميع المتدخلين". وأفاد معلقون إلى أنه يتعين عدم التهويل من الأمور بوضع الحقائق في نصابها، حيث إن السلطات المحلية فعلا قامت بنقل سياح أجانب إلى أماكن أخرى أكثر أمانا، لكنها أيضا عملت على نجدة مواطنين مغاربة عبر الطائرة، خاصة بعد أن خفت السيول حتى لا تكون نتائج الفاجعة أكبر". واستشهد هؤلاء بصور بثتها القنوات المغربية تظهر حمل طائرة الهيلوكبتر لمواطنين مغاربة، كما تمت تعبئة مروحيتين من أجل نقل مساعدات غذائية للسكان المنكوبين بفعل السيول التي شهدتها الجماعة القروية تغدوين بإقليم الحوز، وذلك لفك العزلة عنهم في تلك المنقطة الوعرة. وكانت السلطات المحلية لجماعة تيمولاي بكلميم قد استعانت بشاحنة الأزبال في حمل جثثت القتلى من ضحايا الفيضانات في وادي "تيمسورت" البعيد بستة كيلومترات من مدينة بويزكارن، وذلك بعد استطاع شباب المنطقة انتشال العديد من الجثث التي كانت عالقة بين الصخور والأشجار.