قال أحمد عبدالله بالهول، الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر" خلال لقاء مع إعلاميين عرب وأجانب في أبوظبي بمناسبة اليوم الوطني للإمارات ال43، إن المغرب من الدول السباقة في التوجه نحو مجال الطاقات المتجددة، مشيرا إلى الاستثمارات التي تقودها شركة "مصدر" في المغرب خاصة في مشروع تجهيز منازل بالطاقة الشمسية المركزة. وتشهد المملكة المغربية حاليا تنفيذ مشروع للطاقة الشمسية بقيمة تسعة مليارات دولار سيؤمن 38 بالمائة من الطاقة المحلية المركبة في البلاد بحلول عام 2020 كما يخطط المغرب لتلبية 42 بالمائة من احتياجاته للطاقة عبر مصادر متجددة بحلول العام نفسه. الإمارات تتربع على عرش الطاقة المتجددة واعتبر بالهول أن الإمارات قطعت أشواط متقدمة في الاعتماد على الطاقة المتجددة عبر مشاريعها الصديقة للبيئة التي تقودها شركة "مصدر"، والتي أضحت وفق المتحدث تتربع اليوم على عرش الطاقة المتجددة دوليا، وتقوم بنشر مشاريعها البيئية للمساهمة في الجهود العالمية لمحاربة التغير المناخي. وأشار إلى أن "مصدر"، وهي مبادرة متعددة الأوجه للطاقة المتجددة أطلقتها حكومة أبوظبي عام 2006، تطمح في أن تصبح منصة داعمة لجهود التنويع الاقتصادي بالاستناد إلى “الرؤية الاقتصادية لإمارة أبوظبي 2030” الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز القطاعات الاقتصادية القائمة على المعرفة. وتتبنى "مصدر" برامج تشمل كل مراحل وجوانب قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة وتعمل من خلال وحدات أعمال متكاملة تضم جامعة مستقلة ومتخصصة في الأبحاث، إضافة إلى أن مدينة "مصدر" تعد من أكثر مدن العالم استدامة وهي تجربة فريدة تسعى لترسيخ مكانة إمارة أبوظبي كمركز عالمي للتميز في مجال الطاقة المتجددة. وقال المسؤول الإماراتي إن "مصدر" أصبحت خلال سنوات معدودة في مقدمة مطوري مشاريع الطاقة المتجددة عالميا، حيث تسهم المشاريع التي تشارك في تنفيذها بتوليد نحو 1 جيغاواط من الطاقة الكهربائية النظيفة عالميا. أمن الطاقة الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر"، أضاف في ذات اللقاء أن الطاقة تعتبر العمود الفقري لكل الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا في هذا الإطار إلى أن الإمارات وضعت أهدافا استراتيجية تركز على أمن الطاقة من خلال بناء مزيج متنوع من المصادر يشمل الطاقة الهيدروكربونية والطاقة النووية السلمية والآمنة والطاقة المتجددة. وأوضح المسؤول ذاته أن الإمارات، ومن خلال ظفرها باستضافة الوكالة الدولة للطاقة المتجددة "آيرينا" وتنظيم مؤتمر الطاقة العالمي 2019، يؤكد أنها دولة مؤثرة وقادرة على إحداث تغيير إيجابي بالعالم. مدينة "مصدر" البيئية بدورها أوردت نوال الحوسني مديرة إدارة الاستدامة في "مصدر" والمديرة العامة لجائزة زايد لطاقة المستقبل، في نفس اللقاء، أن مدينة "مصدر" تعتبر أول مدينة منخفضة الكربون والنفايات في العالم. وأشارت الحوسني إلى أن "مصدر" تعتبر أول مدينة كاملة تعمل بالطاقة الشمسية، وتأتي ضمن مبادرة "الحياة على كوكب واحد"، والتي تتلخص في عالم يعيش فيه الناس حياة سعيدة وصحية ويتمتع كل فرد بحصة عادلة من موارد الأرض، مؤكدة " أن هذا هو ما تحققه مدينة مصدر بامتياز". واستعرضت مديرة إدارة الاستدامة في "مصدر" مكونات وأقسام مدينة " مصدر" وخططها المستقبلية التي تحتاج إلى نحو 200 ميجاواط من الطاقة النظيفة مقابل أكثر من 800 ميجاواط بالنسبة لمدينة تقليدية بنفس الحجم واستهلاك المدينة حوالي8000 متر مكعب من مياه التحلية يوميا مقارنة بأكثر من 20.000 متر مكعب يوميا بالنسبة لمدينة تقليدية. وقالت إن مدينة " مصدر" تحتوي على محطة توليد كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية كما يتم إعادة تكرير مياهها لتستخدم في الري والزراعة، وتمتد هذه المدينة على مساحة ستة كيلومترات وتتسع ل50 ألف نسمة كما أنها ستكون مقرا لكبرى شركات الطاقة البديلة في العالم. وتم تخصيص 30 في المئة من مساحة " مدينة مصدر" للسكن و24 في المئة لمنطقة الأعمال والأبحاث و13 في المائة للمشاريع التجارية بما فيها الصناعات الخفيفة وستة في المائة ل "معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا " و19 في المائة للخدمات والمواصلات وثمانية في المائة للفعاليات المدنية والثقافية . أسبوع أبوظبي للاستدامة والقمة العالمية لطاقة المستقبل هذا وتستعد الإمارات لاحتضان القمة العالمية لطاقة المستقبل، التي تستضيفها أبوظبي في الفترة من 19 إلى 22 يناير المقبل، التي ستعمل على استكشاف فرص الاستثمار المتنامية في قطاع الطاقة النظيفة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وهما من أهم الأسواق الواعدة للطاقة المتجددة في العالم. وفي معرض حديثها عن "أسبوع أبوظبي للاستدامة" الذي تستضيفه "مصدر"، قالت الحوسني، إن هذا الملتقى يمثل أكبر تجمع للاستدامة في منطقة الشرق الأوسط ومنبرا هاما للحوار والتعاون الدوليين. وأضافت إنه يشتمل على سلسلة من الأحداث والمؤتمرات والمعارض مثل القمة العالمية للمياه 2015 واجتماع الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة التي تفخر إمارة أبوظبي باحتضان المقر الرئيسي لها وحفل تكريم الفائزين بجائزة زايد لطاقة المستقبل. وتجمع القمة تحت مظلتها قادة عالميين وصناع قرار وخبراء في قطاعات الصناعة والتكنولوجيا والتمويل إضافة إلى عدد من مسؤولي الجهات الحكومية بهدف إيجاد فرص تجارية جديدة في قطاعي الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة. وتعقد القمة العالمية لطاقة المستقبل ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي تقام فعالياته في الفترة من 17 إلى 24 يناير المقبل. ويمثل الأسبوع منصة عالمية تستقطب أكثر من 32 ألف مشارك لمناقشة تحديات التنمية الاقتصادية وأمن المياه والفقر والطاقة وتغير المناخ والتي تؤثر على نشر حلول وتطبيقات التنمية المستدامة والطاقة النظيفة.