استأثر اهتمام الصحف المغاربية الصادرة اليوم الاثنين بمواضيع تتعلق بالخصوص بالانتخابات الرئاسية في تونس، والوضع السياسي في الجزائر . ففي تونس، هيمنت الانتخابات الرئاسية التي أجريت أمس الأحد على اهتمامات الصحف في سياق ظهور نتائج أولية غير رسمية تفيد بمرور الباجي قائد السبسي زعيم (حركة نداء تونس)، والمنصف المرزوقي مرشح (المؤتمر من أجل الديمقراطية) إلى الدور الثاني لهذه الانتخابات. وفي هذا السياق وتحت عنوان "فازت تونس"، كتبت صحيفة (الشروق) في افتتاحيتها "لقد فازت تونس في محطتها الثالثة على التوالي، من أجل ولوج مرحلة الجمهورية الثالثة بعد المصادقة على الدستور الثاني للجمهورية، وتنظيم الانتخابات التشريعية"، مضيفة أن تونس فازت لأنها "تخطت حاجز الخوف والتردد، ولأن العملية الانتخابية مرت بطريقة سلسة لم تشبها شائبة لا أمنية ولا تنظيمية ولا قانونية،(...) تونس فازت لأنها انتصرت للمستقبل ولأهداف الثورة". وكتب المحرر السياسي في صحيفة (الضمير) في افتتاحية العدد "لم يحدث هذا الذي نعيشه اليوم في بلادنا منذ آلاف السنين، أن يتوجه التونسيون لاختيار رئيسهم بكل حرية ودون ضغوط أو ابتزاز... لم يحدث أن اختار التونسيون رئيسهم بشكل مباشر... ولم يحدث أن ظل الغموض يلف شخصية الرئيس القادم، حتى إغلاق صناديق الاقتراع... بل وما بعدها..". وأضاف ،من جانب آخر، أن "روعة وجمال اللحظة التي عشناها يوم أمس، شوشت عليها وأفقدتها بريقها نسبة الإقبال على الانتخاب التي كانت ضعيفة وأقل من الانتخابات التشريعية، كما شوش عليها عزوف الشباب عن المشاركة في الانتخابات رغم ما لوحظ من إقبال نسبي لهذه الفئة". في نفس السياق، كتب المحرر السياسي في صحيفة (الصباح) في افتتاحية العدد "إنه للمرة الثانية في أقل من شهر واحد تصنع تونس الحدث من خلال نجاحها في محطة انتخابية جديدة، وفي ظروف طيبة، رغم نسبة الإقبال الضعيفة، والأجواء الباهتة، التي عكست يأسا وإحباطا وموقفا من السياسيين، لتكسب بلادنا رهانا جديدا، شد اهتمام بلدان العالم وأشادت به مختلف المنظمات الدولية". من جهة ثانية، أشارت صحيفة (المغرب) إلى أن كل عمليات سبر الآراء عقب الاقتراع تفيد "بأننا نتجه ، كما كان منتظرا ، إلى دور ثان "بين الباجي قائد السبسي مرشح (نداء تونس) والمرزوقي مرشح حزب (المؤتمر من أجل الجمهورية). وأبرزت أن "الاستقطاب الثنائي الذي طالما تم الحديث عنه، أضحى حقيقة تتأكد من انتخابات إلى أخرى ولا يجدي نفعا إنكارها. (...) لعلنا هنا أمام الدرس الرئيسي في كامل هذا الماراتون الانتخابي: المجتمع التونسي منقسم إلى حد ما... انقسام يتأكد من انتخابات إلى أخرى بداية بالمجلس الوطني التأسيسي وصولا إلى الدور الأول للانتخابات الرئاسية.....". وفي الجزائر، لا زالت الصحف تتابع الشأن الحزبي في ظل الشرخ على مستوى قيادات أحزاب السلطة، وزيارة وفد عن الاتحاد الأوربي لهذا البلد مؤخرا وردود الفعل بشأنها إن على صعيد أهدافها أو التوقيت الذي جاءت فيه. ونقلت صحف أن عدوى الأزمة التي تعرفها جبهة التحرير الوطني في قيادتها في ظل احتداد المعارضة ضد أمينها العام عمار سعيداني، انتقلت إلى حزب آخر للسلطة وهو جبهة التحرير الوطني المعروف اختصارا ب(أرندي). وأوردت أن مناضلي هذا الحزب فجروا موجة احتجاجات عبر العديد من الولايات، متهمين الأمين العام عبد القادر بن صالح ب"الاستفراد بتعيين رؤساء الفروع، بشكل جعل الأرندي يعيش تقريبا وضعا مماثلا لما يعرفه شريكه في السلطة حزب جبهة التحرير الوطني". ومتابعة منها لزيارة وفد عن الاتحاد الأوربي للجزائر مؤخرا، كتبت صحيفة (الخبر) أنها كانت مبرمجة منذ مدة في إطار علاقاته العادية بموجب اتفاق الشراكة الموقع عليه عام 2005، إلا أن البعثة الأروبية وجدت نفسها محشورة في الحراك السياسي الدائر بين أحزاب السلطة والمعارضة، و"بشكل يعطي الانطباع بأن ممثلي الاتحاد الأوروبي دخلوا إلى الجزائر 'حراكة' وليس من المطار ضمن بعثة رسمية". وتابعت صحيفة (الخبر) أن أحزاب السلطة استعملت الوفد الأوروبي "كمعول لضرب المعارضة واتهامها بجلب التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للبلاد وبالاستقواء بالأجنبي ضد السلطة، وما إلى ذلك من التهم الجاهزة التي كانت تلصق بالمعارضة". ونفى (تكتل الجزائر الخضراء) هذه التهم على لسان قيادي قال في تصريحات تناقلتها صحف أن لقاء الأحزاب مع بعثة الاتحاد الأوربي "يندرج في إطار رسمي وعلني، لأن السلطة هي التي أبرمت الشراكة مع الاتحاد الأوروبي سنة 2002، ومنها ما هو متعلق بالشق السياسي ومتابعة حقوق الإنسان". إلى ذلك، رفض إيلي كلين المستشار السياسي بمصلحة السياسة الخارجية والأمن لدى مفوضية الاتحاد الأوروبي، اعتبار زيارة الوفد الأوروبي الأخيرة للأحزاب الجزائرية "'تدخلا في الشأن الجزائري الداخلي"، موضحا في تصريح ل(الخبر) أنها "تندرج في إطار اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، والذي يشمل في محاوره مواضيع تتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني". وعن الاتهامات التي توجهها أحزاب الموالاة لنظيرتها في المعارضة، نقلت صحيفة (الفجر) عن الأمين العام لحركة (النهضة) محدف ذويبي قوله إن "السلطة تحاول شيطنة المعارضة"، معتبرا ذلك ب"غير البريء"، ومؤكدا أن ما تنادي به المعارضة اليوم (انتخابات رئاسية مسبقة) هو بغاية "إبعاد البلاد عن الانفجار الحقيقي الذي يهددها، بسبب نشوة بعض الأشخاص على حساب طموح أربعين مليون مواطن". ورأت صحيفة (الشروق) في أبرز عمود يومي لها أن ما تعرفه الساحة السياسية في الجزائر حاليا من حراك هو "نشاط غير مألوف" إلا عشية المواعيد الانتخابية، ملقية باللائمة على الطبقة السياسية التي جعلت الأغلبية المسحوقة تسأم من العودة الحصرية للسياسيين والأحزاب في الحملات الانتخابية. وقلل صاحب العمود من هذه الحركية بين الأحزاب، قائلا "لا تنتظروا شيئا من طبقة سياسية، لا تلتقي إلا من أجل الفلكلور، أو بغرض ارتشاف فناجين القهوة والشاي بالمكسرات والحلويات الشرقية والغربية، ولا تنتظروا شيئا من أحزاب تعارض نهارا وتبايع ليلا، ولا تنتظروا شيئا من سياسيين يأكلون الغلة ويسبون الملة". وتركز اهتمام الصحف الموريتانية على حضور الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، رئيس الاتحاد الإفريقي ، حفل تنصيب الرئيس البوركيناني المؤقت، والمباحثات الموريتانية-المالية لترسيم الحدود. فقد تطرقت الصحف إلى حضور الرئيس ولد عبد العزيز حفل تبادل السلط بين رئيس بوركينا فاسو المؤقت ميشيل كافاندو والمقدم يعقوب إسحاق زيدا، ودعوته القائمين على الشأن في البلد إلى بذل المزيد من الجهود لترجمة الالتزامات المأخوذة على أرض الواقع بعيدا عن أية ميولات من شأنها أن "تفسد هذه العملية المنقذة أو يشكل عرقلة أيا كانت أمام إنجازها من أجل مصلحة الجميع". وذكرت أن الرئيس الموريتاني هنأ بالمناسبة جميع مهندسي الاتفاق البوركينابي من جيش وأحزاب سياسية ووجهاء وفاعلي مجتمع مدني على "الحكمة وروح المسؤولية والتضحية التي أبانوا عنها من أجل مصلحة شعب بوركينافاسو". على صعيد آخر، تناولت الصحف الاجتماع الدوري الذي عقده وزير الداخلية واللامركزية الموريتاني مع نظيره المالي ، يومي الأربعاء والخميس الماضيين ، والذي مكن من تعميق دراسة القضايا المتعلقة بالتعاون الأمني والإداري وترسيم الحدود، وفق ما جاء على لسان وزير الداخلية الموريتاني. ونقلت صحيفة (الشعب) عن وزير الداخلية الموريتاني قوله إن الطرفين توصلا إلى استنتاجات كفيلة بضمان التقدم في هذه المجالات ورفع العراقيل التى كانت تعيق مسار ترسيم الحدود منذ بعض الوقت. وفي الشأن الحزبي، أوردت صحيفة (الأمل الجديد) أن حزب تكتل القوى الديمقراطية المعارض نفى أن يكون تولى أحمد ولد داداه رئاسة المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة قد أثار أي خلافات داخل المنتدى الذي يضم أطيافا واسعة من المعارضة الراديكالية. ونسبت الصحيفة إلى المسؤول الإعلامي للحزب قوله إنه لا وجود لأي خلاف داخل تشكيلات المنتدى حول رئاسته، نظرا لكون آلية حسمها محددة أصلا بطريقة التناوب المنصوص عليها في نظامه الداخلي.