يومَ الجمعة ما قبل الماضي، لقيَتْ سيّدةٌ عجوز مصرعها بدوار "تزكي إداوبالول" نواحي مدينة طاطا، بعدَما هاجمها خنزير برّي أصابها على مُستوى الرأس، ولفظتْ أنفاسها الأخيرةَ بالمركز الصحّي، بعْد أن تأخرت سيّارة الإسعاف لمدّة ساعتيْن، وفقَ بيانٍ لفرع الجمعية المغربيّة لحقوق الإنسان بطاطا. حادث مصرع العجوز ذاتِ السبعين عاماً إثر تعرّضها لضربة خنزير في الرأس، جعل ساكنة المنطقة تخوض مسيرة احتجاجية ضدّ انتشار الخنزير البرّي، وعن تحويل منطقتهم إلى محمية للخنازير، التي تُتْلفُ مزروعاتهم، وتشكّل خطرًا دائما على حياتهم، خصوصا وأنّ الخنازير تصول داخل المزارع وسط الدواوير. انتشارُ الخنزير البرّي يشمل كثيرا من مناطق المغرب القروية، والسكّانُ ما فتئوا يحتجّون على الخسائر التي تُلحقها قطعان الخنازير بمزروعاتهم؛ ففي إقليم اشتوكة أيت بها خرج قبل نحو ثلاثة شهور مئات من الأهالي للاحتجاج أمام عمالة الإقليم، وحملوا عددا من المطالب، من بينها تخليصهم من خطر الخنازير. غيْر أنّ السلطات لم تُولِ أيّ اهتمام لمطالب مئات المُحتجّين، الذين وفدوا من دواوير وقُرى إقليم اشتوكة أيت بها، وفق تعبير محفوظ أمناي، رئيس شبكة أكال لجمعيات المجتمع المدني بسوس ماسة درعة، وقال بغضب "الخنزير صارتْ له حصانة أكثر من تلك التي يتمتّع بها البرلمانيون". فضْلا عن احتجاج الأهالي أمام عمالة إقليم اشتوكة أيت بها على انتشار الخنزير البرّي في مناطقهم، احتجّوا أيضا ضدّ مرسوم تحديد المِلك الغابوي، ويرى محفوظ أمناي في حديث لهسبريس أنّ ثمّة علاقة بينهما، قائلا "حماية الخنزير هو وسيلة لتهجير سكّان البوادي والقرى بشكل قسري". ويشتكي سكّان كثير من مناطق المغرب من الانتشار الكبير للخنزير البرّي، ومن توفير الحماية له من طرف مصالح المياه والغابات، إذْ يتمّ تغريم كلّ من أقدمَ على قتْل خنزير بغرامات مالية ثقيلة، وقد تصل العقوبة إلى السّجن، "بيْنما لا يتمّ تعويض السكان عن الخسائر التي تُكبّدهم إياها الخنازير"، يقول أمناي. من جهته طالبَ فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بطاطا، عقبَ مصرع السيّدة العجوز بدوار تزكي الجهات المعنية بوضع حد لمعاناة ساكنة المنطقة مع الخنزير، واعتبر فرع الجمعية أنّه لا يشكل خطرا على زراعة السكان فحسْب، بل ويهدد أرواحهم بشكل حقيقي. وقال رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان سعيد النخيلي في تصريح لهسبريس إنّ الخنزير البرّي ينتشر بشكل كبير في عدد من المناطق نواحي طاطا، وتتمّ حمايته بداعي الحفاظ على التوازن البيئي، "غير أنّ المشكل هو أنّه يتكاثر بشكل كبير، والناس أصبحوا خائفين على حياتهم".