دخل عمال منتمون للجامعة الوطنية لعمال الطاقة، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، إضرابا عاما بالمديرية الجهوية للتوزيع بالدارالبيضاء وبعدد من الوكالات التابعة لها طيلة يوم الخميس كما نفذ عدد منهم إضرابا موازيا بالإدارة المركزية بالدارالبيضاء و داخل عدد من مرافق الإنتاج والنقل بجهة الدارالبيضاء الكبرى. أعضاء النقابة حملوا لافتات و شعارات مطلبية في وقفة احتجاجية أمام الإدارة العامة حتى "يصل الاستياء والتشبت بالقطاع والمكتسبات والحقوق والصوت إلى كل من يهمه الأمر" كما جاء على لسان المحتجين. الجامعة الوطنية لعمال الطاقة، التي جاء إحتجاجها كتنفيذ لمقررات المكتب الجامعي، قالت أن "خميس الغضب" جاء كناقوس خطر يدق في وجه، ما يعتبره الغاضبون، مؤشرات الاحتقان التي باتت واضحة للعيان جراء تجاهل الحكومة للمطالب العمالية و الشعبية واعتداءاتها على القدرة الشرائية للمواطنين ونقضها للوعود التي قدمتها في تصريحها الحكومي واجتهادها، يردف أعضاء النقابة، في تنفيذ إملاءات صندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية العالمية وانفرادها بتدبير ملفات مجتمعية مثل نظام المقاصة وصناديق التقاعد ومعضلة الطاقة ورفضها المزمن الإنصات لمكونات الأمة. المتظاهرون أمام الوكالة البيضاوية ذكروا أن قطاعهم اعتبر دائما مرفقا سياديا له مهمة محورية في كل مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية و البشرية ودور حصري في تأمين الأمن الكهربائي للبلاد ووظيفة مركزية في إيصال الكهرباء والخدمات المصاحبة للمغاربة بالتسعيرات الاجتماعية من منطلق المؤسسة العمومية وبعيدا "عن منطق الربح أولا والربح أخيرا الذي يحكم و يتحكم في الحمض النووي للرأسمال الخاص" كما جاء في بيانهم الموزع على هامش المظاهرة. حساسية القطاع الطاقي تفسره قيادة النقابة برمزية قرار الدولة، مباشرة بعد الاستقلال، استرجاع وكالة توزيع الماء والكهرباء بالدارالبيضاء سنة 1961 والمكتب الوطني للكهرباء سنة 1963 وتحويلهما إلى منشآت عمومية محتكرة. النقابة الداعية للوقفة و الإضراب عبرت عن استغرابها مما اعتبرته تضاربا صارخا ما بين مضامين القانون 09-40 و العقد - البرنامج الموقع في مايو 2014 واتفاقية 26 شتنبر 2014 واندهاشها، كما جاء على لسان مسؤولها الجهوي، لحجم الارتجال والتخبط والارتباك الذي يكتنف تدبير ملف الكهرباء والذي يعكس خللا في العقل الاستراتيجي للحكومة ويحيل على العديد من علامات الاستفهام والأسئلة. النقابة التابعة لمركزية موخاريق عبرت، بلغة مدادها التصعيد، عن استهجانها "سياسة الأمر الواقع التي تحاول الحكومة والإدارة العامة وضعنا أمامها" كما عبر المحتجون عن استعدادهم لأية مواجهة "مع من يحتقرون ذكاء الكهربائيين ويريدون الإجهاز على قطاعهم ومكتسباتهم وحقوقهم ويتوهمون إمكانية القفز على الجامعة الوطنية لعمال الطاقة كرقم صعب في المعادلة بقوة التاريخ والإجماع العمالي والقدرة الإقتراحية".