ندد مئات المتظاهرين في مدينة مانس الفرنسية ( غرب)، بعد زوال الجمعة الماضية، بالوضعية المأساوية التي يعيشها المحتجزون بمخيمات تندوف، وكذا بتواجد كبير جلادي (البوليساريو)، المدعو محمد عبد العزيز بهذه المدينة التي يساند عمدتها أطروحات الانفصاليين. واحتشد المتظاهرون، ومعظمهم من المغاربة المقيمين بالمدينة والمناطق المجاورة، إلى جانب آخرين قدموا من باريس وستراسبورغ (ألزاس) ونانسي (الشرق)، أمام قصر مؤتمرات مدينة مانس، حيث تجري أطوار عملية للدعاية وتحريف الحقائق يقوم بها الناشطون الجزائريون والأوروبيون المساندون ل` (البوليساريو). وقام المتظاهرون الذين حملوا العلمين المغربي والفرنسي وصور الملك محمد السادس ولافتات، شعارات مساندة لمغربية الصحراء ولمشروع الحكم الذاتي الرامي إلى تسوية النزاع حول الصحراء المدعوم من طرف فرنسا، مشيدين بالصداقة المغربية -الفرنسية. وتعبأ مئات المتظاهرين بمناسبة قدوم المدعو محمد عبد العزيز إلى مدينة مانس، بغية تحسيس الرأي العام الفرنسي حول انتهاكات حقوق الإنسان المنتهجة داخل مخيمات محتجزي تندوف والمطالبة بإجلاء الحقيقة حول مصير مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، الذي لايزال مختفيا، على الرغم من الإعلان المغالط حول قرب تحريره من طرف سجانيه. ووزعوا آلاف المنشورات على سكان المدينة، التي يقوم عمدتها بفرض دعم يتم اقتطاعه من الضرائب التي يؤدونها، وجمع مساعدات إنسانية سرعان ما يحولها قادة الحركة الانفصالية لحسابهم. ورددوا على الخصوص، شعارات تسائل مباشرة "عبد العزيز المراكشي، كبير جلادي" (البوليساريو)، حول مصير مصطفى سلمة ولد سيدي مولود الذي لا يزال مجهولا، حيث لم يعرف بعد المنتظم الدولي مصيره منذ اختطافه من طرف ميليشيات (البوليساريو) لا لشىء سوى لكونه عبر ببساطة عن دعمه للمقترح المغربي للحكم الذاتي. وجرت المظاهرة في هدوء تام على الرغم من المحاولات الاستفزازية التي قامت بها بعض العناصر الانفصالية، والتي تم احتواؤها بسرعة من طرف قوات حفظ النظام الفرنسية. وبالموازاة مع ذلك، ضرب مغاربة المنطقة موعدا لأصدقائهم الفرنسيين الذين يعارضون الدعم الاعمي للعمدة لمواقف (البوليساريو) في تجاهل سافر لمشاعر سكان المدينة الفرنسيين والمغاربة على حد سواء، لحضور حفل كبير أحيته مجموعة جيل جيلالة التي رددت مقاطع من أغنيتهم الوطنية الشهيرة "العيون عينيا والساقية الحمرا ليا". من جهة أخرى، تعبأ ائتلاف رجال القانون الفرنسيين لدعم مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، بهذه المناسبة، من أجل مطالبة المنظمات الحقوقية والمنتخبين ب` "إلحاح" ، لاسيما منتخبي مدينة مانس، بمسائلة المدعو عبد العزيز باعتباره " رئيس جلادي ولد سيدي مولود". وأكد رجال القانون الفرنسيون، وعلى رأسهم شارل سانت برو، مدير مرصد الدراسات الجيوسياسية الذي يتخذ من باريس مقرا له، أنه " يجب فرض الاطلاق الفوري لسراح للسيد ولد سيدي مولود الذي يتعين تسليمه للمفوضية العليا للاجئين كما تنص على ذلك الاتفاقيات الدولية المطبقة في هذه الحالة". وسلطت طاولة مستديرة تروم التصدي لعملية الدعاية المساندة ل` (البوليساريو)، نظمت في نفس المدينة بحضور رجال قانون مرموقين ومختصين مغاربة وفرنسيين، الضوء على مشروع الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب باعتباره حلا سخيا كفيلا بتسوية النزاع حول الصحراء. وفي سياق متصل اختتم تجمع جديد أمس الأحد سلسلة المظاهرات التي نظمت بمدينة مانس (غرب فرنسا) ضد عملية التضليل التي تقوم بها منذ الجمعة الماضية الجزائر وموالين لها من الأوربيين، غالبيتهم إسبان، ضد مغربية الصحراء، وذلك بحضور المدعو محمد عبد العزيز. واحتشد مئات الأشخاص، قدموا من منطقة لاسارت والعديد من المدن الفرنسية الأخرى لمدة ثلاثة أيام، من أجل تأكيد تشبث الشعب المغربي بمغربية الصحراء. وكان المئات من المغاربة وأصدقائهم الفرنسيين في الموعد لتحسيس المنتخبين والسكان بوجاهة مخطط الحكم الذاتي، وللتنديد على الخصوص بقدوم المدعو محمد عبد العزيز لبلد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فيما السكان يرزحون تحت نير حركته الشمولية في مخيمات تندوف محرمون من الحقوق الإنسانية الأساسية. وأمام قصر مؤتمرات مدينة مانس، حيث أقيم تجمع مساند "للبوليساريو"، نددت مئات الأصوات بالانتهاكات المرتكبة في هذه المخيمات المتواجدة فوق التراب الجزائري، بأوامر من المدعو عبد العزيز الذي يوصف ب"زعيم السجانين". وساءل المتظاهرون بشكل مباشر الجزائر، الممثلة بقوة في هذا التجمع بعدد من الدبلوماسين والمنتخبين ونشطاء آخرين، إلى جانب حشد من المبعوثين الخاصين يمثلون جميع وسائل الإعلام الجزائرية تم تعبئتهم لهذا الغرض، حول مصير مصطفى سلمة ولد سيدي مولود المحتجز في مكان غير معروف لمجرد تأييده المقترح المغربي القاضي بمنح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية. وأمام أنظار سكان مدينة مانس طالب المتظاهرون بإجلاء الحقيقة عن مصير مصطفى سلمة ولد سيدي مولود الذي لايزال مفقودا، على الرغم من الإعلان المغلوط حول قرب تحريره من طرف معتقليه "البوليساريو". وشارك في هذه التعبئة المئات من المتظاهرين غالبيتهم مغاربة مقيمين بالمدينة والمناطق المجاورة، إلى جانب آخرين قدموا من باريس وستراسبورغ (ألزاس) ونانسي (الشرق). وكان المتظاهرون قد جابوا أول أمس السبت مختلف شوارع المدينة حاملين العلمين المغربي والفرنسي وصور الملك محمد السادس وعدد من اللافتات، مرددين شعارات مساندة لمغربية الصحراء ولمشروع الحكم الذاتي الرامي إلى تسوية نزاع الصحراء والذي تدعمه فرنسا، كما أشادوا بالصداقة المغربية-الفرنسية. وندد المتظاهرون، الذين احتشدوا أمام مقر العمدية، ب"الانحياز غير العادل" للعمدة الاشتراكي جان كلود بولار المساند لأطروحات (البوليساريو) ورفضه القاطع إلغاء توأمة مدينته مع المدينة الشبح "حوزة" وبالمساعدة الموجهة للسكان الصحراويين ولكنها في الواقع توجه للاستعمال الشخصي ل"قيادي البوليساريو". وردد المتظاهرون شعارات منها على الخصوص "تدعمون الإرهابيين بأموال دافعي الضرائب" و"لقد خسرتم ثقة الناخبين الفرنسيين من أصل مغربي" و"لا تعول علينا في الرهان الانتخابي". وتقدر الجالية المغربية المقيمة بهذه المدينة ب25 ألف شخص، أي ما يعادل 17 في المائة من السكان. كما توقف المتظاهرون أمام مقر الجريدة المحلية (لو مان ليبر) وذلك من أجل إثارة انتباه وسائل إعلام المنطقة وباقي فرنسا حول الابتزازات التي يمارسها (البوليساريو) في مخيمات تندوف، وللأخذ بعين الاعتبار مخطط الحكم الذاتي كحل عادل ووجيه لقضية الصحراء. وكان رد فعل الصحيفة الفرنسية فوري من خلال نشر أمس الأحد مقالا أوردت فيه تعبير المتظاهرين المغاربة عن رهانات هذه التعبئة. وفي إطار هذه التظاهرة، أقيم يوم الجمعة الماضية بمانس حفل بهيج لفرقة جيل جلالة، أتحفت خلاله الحضور بإبداعات خالدة من ربرتوارها تتغنى بمغربية الصحراء "العيون عيني والساقية الحمرا ليا".