أعلنَ تنظيمُ "الدَّولة الإسلاميَّة"، عبر مقطعِ فيديُو بثَّه اليوم الأحد، عن إعدام الرهينة الأمريكي بيتر كاسينغْ، بقطع رأسه، بالموازاةِ مع إعدام ما يربُو على ثماني عشرة من أفراد الجيشِ النظامِي السُّورِي. "دولة" أبِي بكر البغدادِي التِي سبقَ لهَا أنْ أعلنت منذُ غشت المنصرم عن إعدام عددٍ من الرهائن الغربيِّين، بثَّت مقطعًا للرهينة الأمريكي جاثيًا على قدميه فيمَا يمسكُ عنصرُ داعش بلبسه الأسود ولثامه، سكينًا فِي اليد، استعدادًا لجزِّ الرقبَة. ولمْ يكتفِ "تنظِيم الدَّولة" الإسلاميَّة بمقطع الفيديو الموثق إعدام الرهينة الأمريكي، فبثَّ آخر يصوِّرُ عمليَّة قطع رؤُوس الجنُود السوريِّين، كبلتْ أيادِيهم إلى ظهُورهم، وقدْ قدمُوا على أنهُم "ضباط وطيارو النظام النصيري في قبضة جنود الخلافة". وضمن الفيديُو نفسه، يهددُ عنصرٌ داعشِي، بإنجليزيَّة تطغى عليها اللكنة البريطانيَّة، الجنُود الأمريكيِّين بملاقاةِ مصيرٍ مماثل، ردًّا على هجمَات التحالف الذِي تقودهُ واشنطن ضدَّ تنظيم "الدولة الإسلاميَّة"، منذُ غشت الماضي. فِي غضُون ذلك، عملت الاستخبارات الأمريكيَّة جاهدةً، اليوم الأحد، على التحققِ من صحَّة الفيديُو الذِي بثَّه "داعش"، للتأكد ممَّا إذَا كانَ بيتر كاسِينغ قدْ لقي حتفهُ بالفعل، بعدمَا جرى اختطافهُ في عام 2013. من جانبه، أدانَ الوزيرُ الأوَّل الفرنسي، مانوِيل فالس، إعدام الرهينة الأمريكي المدنِي، معتبرًا ما اقترفتهُ "داعش" بمثابة فعل بربرِيٍّ جدِيد. قائلًا إنَّه تلقَّى برعبٍ ما طال الرهينة الأمريكي والجنُود السُّوريِّين، على حدٍّ سواء. وفي المنحَى ذاته، قالَ فالسْ إنَّ ما قامت به داعش يؤكدُ إصرار فرنسا وحزمهَا على المضيِّ قدمًا فِي محاربة التنظِيم والتصدِي لها، سواءً في العراق أوْ فِي سوريا، حيثُ تساهم كأحد أقوى حلفاء واشنطن ضدَّ "البغدادِي". ويبلغُ الرهينة الأمريكي، الذِي أعدمته داعش 26 عامًا في عمره وسبق له أن خدم جنديًّا سابقًا في العراق، قبل أن يقرر اعتناق الإسلام وتأسيس منظمة إنسانيَّة في 2012، سماها "استجابة لحالات الطوارئ الخاصة والمساعدة" بعد تركه م الجيش الأميركي. ويعدُّ كاسينغ ثالث رهينة أمريكي تقدم داعش على إعدامه، بعدَ كلٍّ من جيمس فولي وستيفن سوتلوف، زيادةً على بريطانيين اثنين، كانا قدْ لقي المصير المأساوي نفسه، بعدما ظلًّا يخدمان في المجال الإنساني، بواحدة من أكثر بؤر العالم توترًا.