قال الطيب الفاسي الفهري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، يوم أمس الخميس بأنّ الحوار المفتوح مع نازحي مخيّم "العزة والكرامة" المنصوب ضواحي مدينة العيون قد وصل إلى مراحله الحاسمة، وأنّ التداول يتمّ ضمن مطالب كلّها اجتماعية.. وجاء تصريح الفاسي ضمن مكالمة هاتفية مع وكالة الأنباء الاسبانية الرسمية "إفي". وقال الفاسي ضمن ذات المخابرة، التي نقلت تفاصيلها الرسمية وكالة المغرب العربي للأنباء، بأنّه مستغرب للتغطية الأحادية الاتجاه التي تقوم بها وسائل الإعلام الاسبانية لحالة الطفل المتوفّى الكارح الناجم، كما أكد بأنّ "وسائل الإعلام الاسبانية تقوم بتغطية أحادية الاتجاه بخصوص هذا الحادث دون أن تتساءل عن سبب تواجد طفل بداخل سيارة حاولت الاعتداء على نقطة للمراقبة للدرك الملكي بالقرب من مدينة العيون". وأضافت "لاماب" بأنّ الفاسي قد طرح ثلّة من الأسئلة في هذا الصدد لقاء "ماذا كان يفعل هذا الطفل بداخل سيارة مملوءة بالمتفجرات؟ وما هي مسؤولية والديه؟ ولماذا لا أحد يطرح هذا السؤال؟" قبل أن يردف: "لا أفهم هذا الاهتمام الكبير لوسائل الإعلام الاسبانية بهذا الحادث". وواصل وزير الخارجية المغربي انتقاده للأداء الإعلامي الإسباني تجاه الملفات المغربية بقوله، ضمن ذات التصريحات، "لماذا لم تهتم وسائل الإعلام الاسبانية بعودة أزيد من ألفي شخص خلال السنة الجارية إلى المغرب قادمين من مخيمات تندوف في الجزائر؟"، ويزيد: "آسف لأنّ الصحافيين الإسبان الذين توجهوا إلى العيون قدموا بأفكار مسبقة ولا ينشرون إلاّ صيغة واحدة عن الأحداث". وكالة أنباء البوليساريو تطرقت بدورها لتصريحات الطيب الفاسي الفهري على طريقتها، إذ ضمّنت موقعها الإلكتروني قصاصة إخبارية تفيد بأنّ وزير الخارجية المغربي قد قال ضمن تصريحات ل "إيفي"، في إشارة إلى مقتل الطفل الكارحي الناجم، بأن اغتيال طفل صحراوي "لا يستحق كل هذا الاهتمام".. قبل أن تنسب ذات الوكالة للفهري بأنّه قال: " لا أفهم لماذا كل هذا الاهتمام بالموضوع من طرف الصحافة الاسبانية". حري بالذكر أنّ القنوات التلفزية المغربية كانت قد وجّهت مساء أوّل أمس الأربعاء رسائل انتقاد خفيّة للإعلام الإسباني.. إذ تمّ عرض صور للاحتجاجات الشعبية المفعّلة وسط تبادل للعنف بمدينة مليلية وسط تساؤلات حول دواعي غياب الإعلام الإسباني عن تغطية هذه الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية بالشكل الذي يناسبها في الوقت الذي تصرف آلاف الأورو على تنقلات منابر إعلامية إسبانية صوب مدينة العيون وضواحيها.