افتُتح مهرجان الداخلة الدولي للسينما بعرض الفيلم الوثائقي" الحيّ يروح" للمخرج التونسي محمد أمين بوخريص، وذلك صبيحة اليوم السبت بقصر المؤتمرات. حيث كان لضيوف وزوار المهرجان، فرصة التعرّف على عمل سينمائي يعرض معاناة المصوّرين الصحفيين، خاصة في المناطق العربية التي عرفت وتعرف مخاضاً أمنياً صعباً. ويروي هذا الفيلم قصص مجموعة من المصوّرين الصحفيين يعانون من أجل مباشرة مهاهم لدرجة أن منهم من يُقتل ومنهم من يصاب بشكل خطير، وذلك أثناء تغطيتهم لِما يعرف بأحداث الربيع العربي في دول تونس، ليبيا، سوريا، ومصر، زيادة على تغطية الصراع العربي-الإسرائيلي في فلسطين. وقد اعتمد الفيلم ذاته على تقنية محاورة ومتابعة مسارات هؤلاء المصوّرين، فضلاً عن الاستنجاد بمجموعة من المشاهد الصعبة التي التقطوها بكاميراتهم، والتي تبيّن بجلاء حجم الأخطار التي يواجهونها، ومن ذلك مقتل المصوّر الفرنسي لوكاس مبروك إبّان الثورة التونسية، ثم مشاهد تبادل النيران في الأراضي الليبية وكيف يحاول المصوّرون الاختباء كي لا يخترق الرصاص أجسادهم، زيادة على مشاهد مؤلمة لاعتداءات جنود إسرائيليين على مصوّرين يحاولون نقل حقيقة ما يقع بالأراضي الفلسطينية. ومن المشاهد المؤثرة في الفيلم، الصعاب التي تواجه المصوّرين الصحفيين في الأراضي السورية، والتي تصل حد القتل كما حصل لصحافي فرنسي "ريمي أوشليك" والصحافية الأمريكية ماري كولفان، في وقت أصيب فيه مصوّر بلجيكي برصاصة. ويحاول هذا الفيلم تقريب المتلقي من مهنة المصوّر الصحفي وما تحمله من أخطار في أماكن النزاعات، خاصة وأن المصوّر لا يظهر في الفيديو، ولا أحد يتحدث عنه إلا عندما يصاب أو يُقتَل، حسب ما ذكره أحد ضيوف الفيلم.