شكلت الصفعة القوية التي تلقاها الرئيس باراك أوباما والديمقراطيون خلال الانتخابات النصفية بعد سيطرة الجمهوريين على غرفتي الكونغرس، والإصلاحات التي تجريها الحكومة الكيبيكية لإعادة هيكلة المالية العمومية، أبرز اهتمامات الصحف الصادرة اليوم الأربعاء بمنطقة أمريكا الشمالية. وهكذا، تحدثت يومية (واشنطن بوست) عن "انحراف خطير" للديمقراطيين خلال الانتخابات النصفية، والذي قد يعيد تنظيم الخريطة السياسية الأمريكية، مبرزة أن الحزب الجمهوري نجح في إحكام السيطرة على غرفتي الكونغرس بعد حملة قوية وشرسة، وذلك على الرغم من مسؤوليته الواضحة في وضعية الجمود السياسي الذي تشهده واشنطن. وأوضحت الصحيفة أن الجمهوريين تمكنوا من الظفر ب10 مقاعد على الاقل من بين 13 مقاعد كانت غير محسومة، مضيفة أنه بفوزهم بولايات أركنساس وكولورادو ومونتانا وإيوا وداكوتا الجنوبية وفيرجينيا الغربية، يكون الجمهوريون قد ضمنوا أغلبية 100 مقعد في الغرفة العليا لأول مرة منذ سنة 2007. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن الاكتساح الجمهوري يعكس بوضوح استياء الناخبين الأمريكيين من سياسات الرئيس أوباما، الذي أصبح مجبرا على إعادة ترتيب أوراقه السياسية خلال السنتين المتبقيتين من ولايته الرئاسية. وأشارت (نيويورك تايمز) إلى أن "التسويق السيء" للانتعاش الاقتصادي أذكى مشاعر القلق العميق خاصة في ولايات الجنوب والغرب، حيث تفاقم التقاطب السياسي بشكل كبير. وأبرزت الصحيفة أنه على الرغم من هيمنة الجمهوريين على الكونغرس، فإن الديمقراطيين مازالوا يتوفرون على سلطة لعرقلة مجلس الشيوخ، إضافة إلى الفيتو الرئاسي، مضيفة أن الحزبين مجبران على العمل سويا والتوصل إلى توافق. ". وفي سياق متصل، اعتبرت (دو هيل) أن الديمقراطيين يحاولون، غداة الانتخابات النصفية، إعادة رص صفوفهم والتغلب على "الخسائر الفادحة التي لحقت بهم". وأبرزت الصحيفة أن هذا "الاندحار السياسي" ينبغي أن يدفع الديمقراطيين إلى القيام بتشخيص جيد للوضع من أجل التأكد مما إذا كانت المسؤولية المباشرة والكاملة تتجاوز سياسات الرئيس أوباما، ورؤية الحزب الذي أصبح مهددا بفقدان البيت الأبيض خلال رئاسيات 2016. وذكرت (دو هيل)، نقلا عن خبير ديمقراطي، أن إدارة أوباما مدعوة إلى إعادة النظر في طريقة اتخاذها للقرارات، مضيفة أن انخفاض شعبية قاطن البيت الأبيض صعبت أكثر مهمة المرشحين الديمقراطيين في جميع أنحاء البلاد. وتحت عنوان (الرئيس المعاقب)، كتبت صحيفة (لابريس) الكندية أن الأمريكيين، الذي سئموا من الاختلالات والتعثرات التي يشهدها الاقتصاد، قرروا معاقبة الرئيس باراك أوباما والحزب الديمقراطي خلال هذه الانتخابات النصفية، مانحين الجمهوريين فرصة للهيمنة على غرفتي الكونغرس. وأوضحت الصحيفة أن الرئيس أوباما لم ينتظر فرز الاصوات لتفسير الهزيمة التي مني بها حزبه، والتي أرجعها للخريطة الانتخابية لسنة 2014، التي أجبرت المرشحين الديمقراطيين بمجلس الشيوخ على الدفاع عن العديد من المقاعد بالولايات المحافظة، عازيا هذا الأمر إلى الإحباط الذي أصاب الناخبين إزاء أداء الحكومة ومن جانبها، اعتبرت يومية (لو دوفوار) أن الجمهوريين حافظوا على الأغلبية بمجلس النواب منذ سنة 1940، مضيفا أن الأغلبية بمجلس الشيوخ، التحدي الأساسي لهذه الانتخابات، قلبت الموازين، وأنبأت بعلاقات متوترة مع الرئاسة خلال السنتين المقبلتين. وعلى الصعيد الكيبيكي، أبرزت صحيفة (لو دروا) أن الكيبيكيين وجدوا صعوبة في قبول حجم الإصلاحات المتعددة التي استعرضتها أمامهم الحكومة الليبيرالية لفليب كويار، الذي اكتشف، بعد قدومه للسلطة، مالية عامة سيئة أكثر مما كان يتوقع، الأمر الذي دفعه بمجرد تقلده للسلطة إلى الانخراط في أوراش إصلاحية. وبالدومينيكان، واصلت صحيفة (ليستين دياريو) تعليقها على حسم المحكمة الدستورية في عدم دستورية اتفاقية انضمام الدومينيكان إلى محكمة حقوق الانسان التابعة لمنظمة الدول الأمريكية، مبرزة أن هذا الحكم قد يعرض البلاد إلى عزلة دولية خاصة تجاه شركائها التجاريين الرئيسيين، الولاياتالمتحدة وأوروبا. ومن جانبها، لاحظت صحيفة (إل ديا) أن قرار محكمة حقوق الانسان للدول الأمريكية الذي طالب من الدومينيكان تغيير مواد الدستور المتعلقة بشروط منح الجنسية حتى يتمكن الآلاف من أبناء المهاجرين غير الشرعيين من الحصول عليها قد خلف موجة استياء عارمة وتمت إدانته من طرف مختلف الأوساط السياسية والحقوقية. وأضافت أن حكم المحكمة الدستورية انتقد فقط الاجراءات الشكلية للانضمام، ولم ينتقد مضمون القرار، وبالتالي فإن الجدل الفقهي يجب ألا يشغل السلطات عن مواصلة تنفيذ خطة تبسيط إجراءات الحصول على الجنسية، التي ستنتهي بعد ثلاثة أشهر، أو خطة تسوية الوضعية القانونية لآلاف المهاجرين غير الشرعيين المقيمين بالدومينيكان. وببنما، أبرزت صحيفة (لا إستريا) أن الحديث عاد من جديد حول تعديل القانون الانتخابي لإدخال حزمة الإصلاحات ذاتها التي أعدت سنة 2010 من طرف لجنة وطنية مشكلة من الأحزاب السياسية والمجتمع المدني، لكن التحالف الحاكم حينها أقبرها، مبرزة أن رئيس المحكمة الانتخابية، إراسمو بينيلا، اعتبر أن حجر الزاوية في هذه الإصلاحات يتمثل في ضبط التمويل الخاص عبر إلزام الأحزاب والمرشحين المستقلين بالتصريح بمصادر تمويل حملاتهم الانتخابية وتحديد سقف للنفقات. وعلى صلة بالانتخابات، خصصت صحيفة (لا برينسا) موضوعها الرئيسي للحديث عن الانتخابات المعادة في أربعة دوائر بعد قرار المحكمة الانتخابية إلغاء النتائج والتصويت من جديد بسبب "استغلال موارد الدولة في الحملة الانتخابية"، مبرزة أن النواب التابعين للحزب الحاكم آنذاك، حزب التغيير الديمقراطي، يتوفرون على حظوظ أكبر للنجاح مرة أخرى، ما دفع رئيس البرلمان، عن الحزب البنمي، أدولفوا فالديراما، إلى دعوة الأحزاب الأخرى إلى التحالف وتقديم مرشح موحد. أما بالمكسيك، فقد كتبت صحيفة (لاخورنادا) أن الحكومة الفنزويلية أوقفت أمس الثلاثاء بيع التذاكر في مطار ميكويتيا الدولي لأربع شركات للطيران الدولي، من بينها شركة (أيرومكسيكو) المكسيكية، وذلك لعدم الوفاء بالمعايير المتعلقة بإعلام المستعملين، وفقا لإعلان رسمي. وأضافت الصحيفة أن شركات الطيران المكسيكية، وثلاثة أخرى تنتمي للأرجنتين وكولومبيا والإكوادور، صدرت ضدها عقوبات "لعدم نشر الأثمنة أو الشروط العامة للنقل"، حسب ما أفاد به المعهد الوطني للطيران المدني عبر حسابه الرسمي بشبكة (تويتر)، مشيرة إلى أن هذه العقوبات فرضت بعد إجراء تفتيش من قبل المعهد . وبدورها، كتبت صحيفة (ال يونيفرسال) أن المكسيك تعتبر من ضمن البلدان النفطية التي عانت بشدة من انخفاض في إنتاج النفط بين شهري يوليوز وشتنبر من العام الماضي وسنة 2014، وفقا للإحصاءات الصادرة عن وزارة الطاقة في الولاياتالمتحدة، مشيرة إلى أن البلاد أضحت رابع دولة من حيث تسجيل أشد انخفاض في إنتاج النفط الخام في العالم، وفي طريقها لتحتل المركز الثالث.