أعلنت الشركة الوطنية للاستثمار، عن خروجها بشكل نهائي من أنشطة الصناعات الغذائية عبر تخليها الكلي عن باقي حصص مساهماتها في رأسمال "سنترال ليتيير"، العاملة في قطاع صناعات الحليب ومشتقاته، و"كوزيمار"، المتخصصة في صناعة السكر. صفقة "كوزيمار" الSNI أعلنت أنها وضعت لدى مجلس القيم المنقولة طلب الحصول على تأشيرة لتفويت حصة 9.1 في المئة من مساهماتها في رأسمال "كوزيمار" لفائدة أجراء الشركة العاملة في الصناعات السكرية، وكذا لفائدة الأفراد والمستثمرين المؤسساتيين. وكانت الشركة الوطنية للاستثمار قد أقدمت بداية هذا العام على تفويت 24.5 في المئة من أسهم شركة كوزيمار بقيمة بلغت 1.90 مليار، وذلك في تداولات اليوم بسوق بورصة الدارالبيضاء. وأوضحت المجموعة القابضة أن الصفقة همت عددا واسعا من المستثمرين المؤسساتيين المغاربة وهم (أكسا للتأمينات، سيينيا السعادة، الملكية الوطنية للتأمين، الشركة المركزية إعادة التأمين، تأمينات الوفاء، التعاضدية الفلاحية للتأمين، التعاضدية المركزية المغربية للتأمين، صندوق الإيداع والتدبير، النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد، الوفاء للتدبير، مجموعة الدارالبيضاء المالية إلى جانب مؤسسة لتدبير صندوق جنوب افريقيا الاستثماري). وكانت الشركة الوطنية للاستثمار قد فوتت خلال شهر أبريل من العام الماضي 27.5 في المئة من رأسمال "كوزيمار"، لفائدة المجموعة الدولية "ويلمار"، والتي تعتبر أول مجموعة في الصناعات الغذائية في القارة الأسيوية، كما كانت المجموعة المغربية قد أعلنت حينئذ عن نيتها تشكيل تجمع لمستثمرين مؤسساتيين مغاربة للالتحاق بمجموعة "ويلمار" ليشكلوا معها نواة الأغلبية في رأسمال "كوزيمار". صفقة "سنترال ليتيير" وقال مسؤولو الشركة الوطنية للاستثمار، إن ال SNI قررت أيضا تفويت حصة المراقبة لفائدة مجموعة "دانون"، من خلال تفويت حصة 21.75 في المئة من رأسمال "سنترال ليتيير" لفائدة المجموعة الفرنسية، بقيمة 1500 درهم للسهم الواحد. وأوردت مجموعة SNI القابضة أن حصتها المتبقية في رأسمال "سنترال ليتيير" ستقوم بطرحها في بورصة الدارالبيضاء، من أجل رفع الحصة العائمة للشركة العاملة في قطاع صناعة الحليب ومشتقاته، في سوق الأسهم المغربية. وكانت مجموعة "دانوان" الفرنسية قد رفعت حصتها في سنترال ليتيير إلى 67 في المئة من شركة "سنترال ليتيير"، خلال شهر فبراير 2013 المنصرم، بعد حصولها في 22 شهر فبراير على 37.8 في المئة من أسهم الشركة التي كانت تمتلكها الشركة الوطنية للاستثمار. الاستثمار في المغرب وافريقيا واعتبرت الشركة الوطنية للاستثمار أن هاتين العمليتين تعتبران بمثابة إعلان رسمي عن خروجها من قطاع الصناعات الغذائية بشكل نهائي. وأوضحت أن المبالغ المالية التي تم أو سيتم الحصول عليها في هاتين الصفقتين سيعاد استثمارها في مشاريع مبتكرة ومهيكلة في المغرب وافريقيا جنوب الصحراء، تماشيا مع الاستراتيجية الجديدة التي تبنتها الشركة الوطنية للاستثمار من أجل التحول إلى صندوق استثماري طويل المدى، وفق ما قرره مساهمو ال SNI. وأضاف مسؤولو الشركة الوطنية للاستثمار أنه ستخصص أيضا جزءا من هذه المبالغ، المتحصل عليها من صفقات تفويت مساهماتها في "كوزومار" و"سنترال ليتيير"، لتقليص مستوى مديونيتها. إعادة التنظيم تتواصل وكانت عملية إعادة التنظيم التي أعلنت عنها الشركة الوطنية للاستثمار في مارس 2010 تهدف إلى تحويل مجموعة "الشركة الوطنية للاستثمار- أونا" من مجموعة استثمارية متعددة المهن التي كانت إلى ذلك الوقت تشرف على تسيير مساهماتها بنفسها، إلى شركة استثمارية محضة متخصصة في الاستثمارات طويلة الأمد. ومكنت هذه العملية من خروج مجموعة الشركة الوطنية للاستثمار، التي يتوفر فيها الهولدينغ الملكي "سيجير" على حصة الأغلبية، من نمط تدبير يقف على التحكم في عمليات الشركات التابعة له، ومن الرفع من جاذبية المغرب كقبلة للإستثمار من طرف رواد عالميين أوربيين امريكيين وآسيويين، و إنعاش مداخيل المغرب من العملة الصعبة بأزيد من مليار أورو. وقد تخلت الشركة الوطنية للاستثمار، بمقتضى هذه العملية للتحول لمجموعة قابضة، عن العديد من الشركات الصناعية على رأسها سنترال ليتيير التي فوتتها لمجموعة دانون الفرنسية، وشركة لوسيور وكوزومار، وينتظر أن يتواصل مسلسل تفويت باقي الفروع في إطار برنامج تحول مجموعة SNI.