لم يجد الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، بُدا من التحامل على نفسه ومرضه الذي أقعده عن الحركة منذ أشهر، ليظهر بأنه حي يزرق، حتى يبدد الأخبار التي تحدثت عن "موته" السريري، أو دخوله في غيبوبة وفقدان الوعي، أو على الأقل عجزه عن الحراك. ولأجل نفي "إشاعات" موته السريري، أو الحديث عن تنقله للعلاج إلى سويسرا بعد تدهور حالته الصحية، لجأ بوتفليقة بشكل متعمد إلى الظهور رفقة سفراء ومسؤولين، حرص على استقبالهم بقصر المرادية، وهو جالس على كرسيه المتحرك، جراء تداعيات المرض الذي ألم به منذ شهور خلت. وبات بوتفليقة متصدرا لنشرات الأخبار في التلفزيون الرسمي الجزائري، وفق ما أوردته صحف محلية، حيث استقبل منذ عشرة أيام سفراء الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفرنسا وبريطانيا، وقطر، والتشاد، والبرازيل، والصين، والسنغال، وكوبا، وبلغاريا. وكان ظاهر حرص الرئيس الجزائري على الظهور الإعلامي وهو يجالس سفراء ووزراء دول عربية قدموا إلى الجزائر في زيارات عمل مختلفة، ومنهم وزير خارجية مصر، سامح شكري، ووزير الدفاع القطري، اللواء حمد بن علي العطية. وصارت نشرة "الثامنة" في التلفزيون العمومي الجزائري بمثابة "ركن للبحث عن الرئيس الغائب"، هل سيظهر وهو يقوم بنشاط أو استقبال ما، أم سيظل مختفيا عن الأنظار يتجرع آلامه تحت وطأة المرض الذي استبد به، وقد بدا في كل الصور التي ظهر فيها مؤخرا مستقبلا مسؤولين فقط، دون الأنشطة التي تتطلب مجهودا بدنيا. ويرى مراقبون بأن تكثيف بوتفليقة للظهور عبر التلفزة، في صور "شبه جامدة"، لسفراء ووزراء دول عربية وأجنبية، يُراد منه بعث رسائل إلى الداخل والخارج معا، بخصوص وضعيته الصحية التي قيل عنها أخيرا الكثير، حيث تكهن البعض بأن الرجل "ميت سريريا، فيما ذهب آخرون إلى أنه يقبع في سويسرا للعلاج. واعتبرت صحف جزائرية بأن بوتفليقة يريد من خلال صوره مستقلا بكرسيه المتحرك سفراء ووزراء، أن يُظهر بأنه حي يرزقن وأيضا بأنه يوجد في البلاد، ولم ينتقل إلى العلاج في أية دولة أوربية، للعلاج من آثار النوبة الإقفارية التي أصابته في أبريل من سنة 2013. والرسائل إلى الخارج من خلال تكثيف ظهوره الإعلامي، فمفادها أن الرئيس الجزائري رغم مرضه فهو متتبع لشؤون الحكم، وحريص على استقبال مسؤولين دوليين والتفاعل معهم، وبأن الأمور لم تخرج بعد عن سيطرته. وسجلت صحف جزائرية أنه بات من عادة الرئيس بوتفليقة الردّ على الإشاعات التي تتحدث عن غيابه عبر الظهور في التلفزة، ففي الثامن من أكتوبر الجاري بث التلفزيون مشاهد له وهو يستقبل عضو لجنة الحكماء في الاتحاد الإفريقي، الأخضر الإبراهيمي، وذلك بعد ظهور إشاعات تحدّثت عن تدهور صحته، وغيابه لأكثر من 15 يوما.