أخذت عملية تسريب وثائق مغربية حساسة على الشبكة العنكبوتية تحت اسم "chris_coleman24" تأخذ يوماً بعد يوم طابعاً خطيرا يؤكد بما لا شك فيه أنها عملية استخباراتية جد محبكة، وذلك بعد انتقالها من تسريبات لوثائق ومراسلات دبلوماسية حول الصحراء المغربية إلى عملية تجسس إلكتروني على مواقع أكثر حساسية كالداخلية والمؤسسة العسكرية المغربية، كان آخرها تسريب معلومات عسكرية سرية للغاية، تهم مشروع إنشاء مصنع للصناعة العسكرية.. وبالسؤال عن هوية الهاكر مخترق الحسابات الإلكترونية المغربية، أكد المتحدث باسم "فريق قوات الردع المغربية"، والمعروف باسمه الحركي "جكتار صدام" أن جميع أعضاء الفريق تجندوا لتتبع آثار حسابه رقميا، وأنهم حصلوا على معلومات مهمة، وأنهم على استعداد بالكشف عنها للجهات الأمنية المختصة. وأكدت "قوات الردع المغربية" أنها تمسك بأحد المسالك الإلكترونية التي مكنها إلى حد الساعة من تحديد هوية المدعو "chris_coleman24" بنسبة 85%، بالإضافة إلى بعض الأجهزة التي تساعده في كتابة النصوص المرافقة للمستندات. وأكد الفريق أنهم تمكنوا من تحديد جنسية المعتدي والمكان الذي يقوم منه بعملية الاختراقات وتسريب الوثائق، فضلا عن اكتشافهم للطريقة التي استطاع بها الهاكر تنفيذ عمليته الهجومية على الحسابات الإلكترونية الدبلوماسية. وامتنع "الجكتار" عن الكشف عن أي معطيات أخرى بخصوص اختراقات الأجهزة الإستخباراتية والعسكرية المغربية، باعتبارها قضية أمن قومي حسب تصريحه للموقع. وبخصوص الجهة التي يمكن تحميلها مسؤولية هذا التقصير في حماية الأمن المعلوماتي، قالت "قوات الردع المغربية" بأنه من غير المعقول أن تستخدم شخصيات دبلوماسية مغربية حسابات إلكترونية و"ايميلات" مجانية لتحميل الوثائق السرية والمهمة والتواصل عبرها . من الواجب، يقول المتحدث، أن يتم ذلك عبر قنوات جد آمنة، وهناك عدة طرق آمنة، من بينها استعمال بريد إلكتروني على "سيرفرات" بالغة الحماية. أما بخصوص الجهة المسؤولة عن تأمين حسابات الشخصيات الدبلوماسية وأصحاب المواقع الحساسة المغربية، والدور الذي يجب أن تلعبه هذه الجهة، أكدت "قوات الردع المغربية " أن الأطر العاملة في الأمن المعلوماتي للدولة لا يجب أن يقل مستواها عن مستوى الهاكرز، ويجب تطعيمها بعناصر تحسن البرمجة والتشفير وصد الاختراقات. وأكدت قوات الردع المغربية للجريدة أنها سبق أن راسلت مرارا وتكرارا العديد من المواقع الحكومية، منبهةً بوجود ثغرات من أجل ترقيعها لكن دون جدوى أو الحصول على أي رد. وأشار المتحدث باسم قوات" الردع المغربية" بأن أي هاكر غير محترف قد يقوم بالاستيلاء على مواقع إلكترونية حساسة بالمغرب لأنها غير محمية، و يمكن أن ينشر بها أخبارا كاذبة قد تزعزع الأمن القومي للبلاد. وأكد "الجكتار" أن فريقه على استعداد تام لإعطاء حلول جد قوية لحماية جميع المواقع الإلكترونية والإيميلات عبر طرق جد مبتكرة، بما فيها تشفير الإيميلات والوثائق الموجودة بها، دون ذكر التطبيقات المستخدمة هل هي برمجة خاصة أم لا.