يمكن اختزال تجربة نور الدين بوشكوج الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي في العمل الديبلوماسي البرلماني على الصعيد العربي، في أنها عصارة خبرة صقلت بالوطن الأم المغرب، لخدمة البلدان العربية برمتها. وترتكز تجربة هذا المواطن المغربي داخل الاتحاد البرلماني العربي على ركائز منها على الخصوص "شعار المملكة"، "فلا يمكن لأي مغربي أينما حل بالعالم، يقول في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء ببيروت التي انتقل إليها مقر الاتحاد منذ بداية الأزمة بسورية، وضع نصب عينيه هذا الشعار، إلا أن ينجح". لا ينسى بوشكوج وطنه أبدا، وهو يطير من بلد الى بلد، وب"اعتزاز"، ويضيف "أن أي ترحاب كنت محلا له في جميع المحافل الدولية، لا يرجع لي شخصيا، بل للبلد الذي أمثله وأنتمي إليه"...ويؤكد قائلا إنه وقف "بثقة لا حدود لها على أن الوطن العربي يكتشف يوما بعد يوم تلك السمفونية الرائعة بين جلالة الملك محمد السادس والشعب المغربي". واستطرادا، عرج بوشكوج على "مغاربة العالم"، فانطلاقا من "تجربتي ومن تجربة كثير ممن عرفتهم، ينفرد هؤلاء بأن انتماءهم الأول، عندما يمارسون مهامهم سواء داخل مؤسسات تابعة للدولة أو بمؤسسات دولية أو بأي عمل كيفما كان، هو للوطن"، ويضيف أنهم "يتركون انتماءاتهم السياسية وراءهم الى حين العودة للمغرب حيث يمارسون السياسة التي تضخ كلها في الانتماء للوطن"، لأنه "لا يبقى" ، حسب بوشكوج "في النهاية إلا الوطن ... فنحن عابرون" . وعن المفاتيح الأخرى لعمله داخل الاتحاد البرلماني العربي، أبرز أن أهمها يتمثل في "الإيمان الشديد" بالقضايا التي يدافع عنها وثانيها "الصدق" والسعي ل"إصلاح العلاقات عبر نقل الخبر الحسن وتقريب وجهات النظر وفقا للأصول واحترام الآخر.."، مشددا على أنه لم يغير قط في الوقائع. وعند تحويل دفة الحديث الى شجون الدبلوماسية البرلمانية العربية، التي خبرها طويلا وخبرته أيضا، وبدون طول تفكير، يقول إنها "اكتسبت أهميتها من الأهمية التي نالتها المؤسسة البرلمانية في عدد من البلدان العربية". ويبرز دور المؤسسات البرلمانية العربية، الذي بدأ يبزغ في ثمانينيات القرن الماضي، فالمؤسسة البرلمانية العربية "غير غائبة بل هي موجودة"، لكن هي في حاجة ماسة، حسب بوشكوج، الى "دعم الجميع لتتطور، فكما الشعب في حاجة إليها، فالسلطة أيضا لا يمكن أن تستغني عنها، إنها قناة لكليهما" وفق رأيه. وتوصلت، يشير الى خلاصة يمكن إجمالها، في أن لدى الشعوب العربية "رغبة أكيدة في وضع الخلافات جانبا ... يجب تغيير النظرة الى الوحدة وعدم التركيز على الأفكار المجردة التي ليس لها وقع على المواطن ...فكلما ارتبطت المصالح بين الشعوب كلما زادت فرص الوحدة..." . ولا يمكن القفز على الراهنية بالعالم العربي، خاصة الموضوع الذي شغل العالم، قبل أن يشغل البلدان العربية، إنه " الإرهاب"، ولبوشكوج رؤية لمحاربة هذا "الوباء"، تتمثل في "التنمية والتعليم والعدالة، ولا ضير في بعض القوة ، أو على الأقل المزج بين الاثنين" . ومن حسن الحظ ، يقول بوشكوج، إن المتطرفين "قلة"، ولو أن "ضجيجهم أكبر منهم"، مشددا على أن "المسيطر على الساحة العربية هو الفكر الوسطي المعتدل الباحث عن التعايش المشترك". ولا يقاوم حنينه إلى الوطن تحمله إليه في سفرياته الذكريات، ويكبر بداخله، مرات كثيرة، الحنين الى أكادير، مسقط الرأس، فبها تفتق الوعي الأول ... تفاصيل آسرة كثيرة حكاها (...)، "خطاب جلالة المغفور له محمد الخامس الذي ألقاه بمناسبة زيارته لمدينة أكادير..."، وتفاصيل، بكل حذافيرها، لزيارة جلالة المغفور له الحسن الثاني سنة 1962 للمدينة، والأوراش التي أطلقها لإعادة بنائها". تجدر الإشارة الى أن الاتحاد البرلماني العربي عقد في 29 شتنبر الماضي ببيروت اجتماعا مصغرا للجنة المنبثقة عن اللجنة التنفيذية للاتحاد تدارس بالخصوص ترشيح انتخاب الأمين العام الجديد للاتحاد، حيث أكد المشاركون فيه ورود ترشيحين من سلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية. *و.م.ع