اختلفت التصورات في الجلسة الأولى للمؤتمر الدولي للحوار الأطلسي، المنعقد بمراكش يومي 24 و 25 أكتوبر الجاري، والمنظم من طرف صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدةالأمريكية ومؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط، باختلاف الانتماء القاري والثقافي للمتدخلين، حيث استعرض كل متحدث ما يعتبره تحديات مهمة تواجه العالم. العمراني: الأمن أولا شدّد يوسف العمراني الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون السابق في حكومة بنكيران الأولى، على أولوية الأمن بالنسبة للدول، موردا أن بدونه لا يمكن فعل شيء، وأضاف "حتى التجارة لا يمكن أن تنجح بدون أمن، فعندما يكون العيش في نظام ضعيف فالأمن يصبح أساسيا". وأكد العمراني على أن أمم العالم تشترك في قواسم عديدة وعلى رأسها القيم الإنسانية، موردا أن تهديدات مشتركة تطال الجميع متمثلة أساسا في المخدرات القوية وتهريب البشر والأمراض الفتاكة كالإيبولا، مشددا على ضرورة بناء تضامن عالمي لمواجهتها. واسترسل المتحدث "عالم اليوم يجب أن يتأسس على ثلاثة أسس، أولها الأمن والتطور الاقتصادي والتواصل شمال جنوب وجنوب جنوب" ، مؤكدا على وجوب إعطاء الأولوية لقارة إفريقيا باعتبار أنها تعج بصراعات قبلية ودينية، و ضم دولا هشة، "مما يستدعي التعاضد والتعاون لبناء منطقة آمنة و مستقرة" حسب العمراني. لورا: كيف نحقق التعاون؟ لورا شنشيلا ميراندا رئيسة كوستاريكا سابقا، وخلال مداخلتها أكدت على أن السؤال الحقيقي والواجب طرحه في الظرفية الحالية، هو كيفية تحقيق التعاون، موردة أن الأولوية ليست للمشاكل الأمنية، بل كيفية ضمان عدم اندثار مجموعة من الدول الفقيرة، والطرق الناجعة لمعالجة مشكلة الهجرة، وقالت " الهجرة في حد ذاتها ليست مشكلة، ولكن المعضلة الحقيقية هي ما يقف وراءها من أسباب"، داعية إلى وضع برامج للحفاظ على الأفراد بأوطانهم وتوفير فرص العيش الكريم والحق في الحياة لهم. وأضافت لورا "أمريكا اللاتينية سئمت تصدير الأفراد والمواد الأولية، وتبحث اليوم عن خلق الفرص الإقتصادية والحكامة، وهذا لن يتحقق إلا بالتعاون بين أمم العالم للحفاظ على كوكب الأرض، وهو ما يعني أنه يجب التفكير بطريقة جديدة في "بروتوكول كيتو" للحفاظ على البيئة واستثمارها في بناء عالم سليم و متعايش". موراتينوس: حان الوقت للعمل الجماعي ميغيل موراتينوس وزير الخارجية الاسبانية الأسبق، شدد في كلمته بالمناسبة، على ضرورة تجاوز العقدة النفسية بين قارات العالم، مشيرا إلى أن المنظمات المافيوزية والإرهابية تعمل وتجتهد في التعاون والتنظيم، بينما الشمال والجنوب يجد صعوبات في التواصل، وزاد "لذا فقد حان الوقت للعمل الجماعي ووضع طرق فعالة للتغلب على مشاكل العالم". وأبرز الدبلوماسي الاسباني على أن الأولوية ليست للرشوة باعتبار ظاهرة عالمية، مؤكدا على أهمية الطاقة المتمركزة في الخليج العربي، داعيا إلى التفكير في كيفية الاستفادة منها و تأمينها لأهميتها في تدبير وتسهيل الحياة للشعوب، وأضاف "ثم تأتي بعد ذلك أولوية التجارة التي لا يمكن تحقيقها بدون بنية تحتية قوية من طرق وموانئ ومطارات". فيخفودا: الأمم تواجهها تحديات عالمية إيفان فيخفودا نائب رئيس صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدةالأمريكية، اعتبر أن الحضور المتنوع من أمريكا اللاتينية والولايات المتحدةالأمريكية وأفريقيا وأوروبا لفعاليات المؤتمر، يبرز أن هناك مقاربة للإشكالات الحقيقية التي تهم الفضاء الأطلسي، سواء المرتبطة بالتجارة ومشاكل الأمن والجريمة المنظمة، مشددا على أن الأمم تواجهها تحديات عالمية. وزاد "أيام المؤتمر كفيلة بأن تقدم إجابات من فاعلين سياسيين ومنظمات غير حكومية ومتخصصين وإعلاميين. كما يعتبر المؤتمر إطارا فريدا، إذ لا وجود لندوات من هذا القبيل، و الدليل على ذلك عدد الأشخاص الحاضرين و نوعية النقاشات التي تمثل محاولة للتفكير في أجوبة عملية للتحديات التي تواجهنا جميعا". وأوضح فيخفودا أن وباء "إيبولا" الذي يعاني منه العالم ويبحث له عن حل، وغياب الأمن والتغيرات المناخية والجريمة المنظمة و آفة الكوكايين التي تضرب الجميع تعتبر أكثر المواضيع حضورا، واسترسل " الجميع يريد أن يبحث عن أجوبة دقيقة لهذه التحديات". وأشار إلى أنه لمتابعة نتائج المؤتمرات السابقة، تم تكوين شبكة للتواصل المباشرة بين فاعلين رسميين ومنظمات غير نظامية، قدمت دفعة قوية لبناء إجابات على تحديات العالم.