أبهرت مختلف وحدات الخيالة الوطنية العسكرية والأمنية المشاركة بفضاء المؤسسات بالدورة السابعة لمعرض الفرس بالجديدة (21-26 أكتوبر) بحلبة سباق الخيل الأميرة للا مليكة، الزوار نظرا للأدوار الطلائعية التي تضطلع بها والتي تجسده اللوحات والصور والمجسمات والتحف المعروضة بأروقة كل وحدة. ويطلع الزوار من مختلف الأعمار والفئات، الذين يتوافدون بكثرة على أروقة هذه الوحدات من خلال الشروحات المقدمة لهم من قبل المسؤولين، عن تاريخ وحدات الخيالة بالمملكة المغربية والمهام الموكولة إليها. وأوضح المقدم محمد محب قائد مجموعة الخيالة للدرك الملكي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مشاركة هذه الوحدة بالدورة السابعة تبرز وترسخ الدور المحوري الذي لعبه الفرس والفارس خلال القيام ببعض المهام الخاصة بالوحدة والتي تتجلى بالخصوص في مهام الشرطة القضائية والادارية، مضيفا أن مهمة وحدة الخيالة للدرك الملكي ترتكز بالأساس على الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين عبر مختلف تراب المملكة سواء بأماكن الاصطياف أو الغابات أو الجبال. ومن أجل القيام بهذه المهام على أحسن وجه، أوضح محب، أن الدرك الملكي يتوفر حاليا بالإضافة إلى الوسائل التقليدية، على وحدة للفروسية تضم خيولا من مختلف السلالات من أجل تعزيز العملية العسكرية على أرض الواقع، مضيفا أنه تم تطوير مهمة جديدة لهذه الفرقة من أجل تقديم المساعدة للمغاربة والأجانب الذين يمارسون بعض الرياضات بالمناطق الجبلية الصعبة الولوج. وتندرج مختلف الأنشطة التي تقوم بها فرقة الخيالة للدرك الملكي في إطار مهام حفظ السلامة والأمن وتوفير الطمأنينة وتقديم المساعدة لعموم الموطنين، وحفظ الأمن العمومي خاصة بالمناطق الصعبة الولوج فضلا عن مهمة الحفاظ على البيئة والمواقع الحساسة. ومن جهتها تشارك فرقة الحرس الملكي لأول مرة في فعاليات معرض الفرس، وذلك تنفيذا لأوامر الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية. ويقدم رواق الحرس الملكي للزوار جميع الشروحات والوثائق حول الخصوصيات الفنية للكاروزيل. ويعود التاريخ المعاصر لخيالة الحرس الملكي لسنة 1912 والتي تم خلالها وضع لبنات أول فيلق للخيالة مكون من 150 فرسا، قبل أن يتضاعف العدد بعد استقلال المملكة. وتضم الوحدة، في ظل رعاية الملك محمد السادس، ثلاث وحدات متخصصة في إنتاج وتربية الخيول بتطوان ومركزا للتدريب على الفروسية بالعرائش ومجموعة لفيالق الخيل بالرباط تتوفر على جوقتين موسيقيتين. وبذل الحرس الملكي مجهودات كبيرة لتطوير الجانب الموسيقي لعروض الكاروزيل، كما زودت جوقة الكاروزيل بآلات موسيقية كلاسيكية كالطبل الصغير والكبير والدف والخشبية والبوق بالإضافة إلى آلات الطرب الشعبي المغربي كالنفار والغيطة والدور. ويعود تاريخ الكاروزيل للقرون الوسطى حيث كان في البداية مسابقة تجرى بين فريقين من أربعة فرسان يرتدون لباسا موحدا ويتبارزون في إطار مسابقات وألعاب مبتكرة حين ذاك، وابتداء من عصر النهضة، تبنت دول ذات صيت عالمي في الفروسية هذه المسابقات وأطلق عليها اسم الكاروزيل أو الكاروزيل الكبير وذلك تماشيا مع الاسم الذي أطلق على الاستعراض الذي أقيم في باريس في عهد الملك لويس الرابع عشر حيث ما زالت الساحة التي نظم فيها العرض تعرف لحد اليوم باسم ساحة الكاروزيل. وبرواق مجاور تنظم مديرية التاريخ العسكري ومفتشية الخيالة للقوات المسلحة الملكية معرضا تاريخيا حول موضوع "خيالة السلطان مولاي الحسن الأول : الرفقاء والأخلاف"، ويهدف هذا المعرض إلى تكريم السلطان الكبير مولاي الحسن الأول وتعريف الزائر بالمجهودات الجبارة لتحديث المغرب التي قام بها السلطان نفسه الذي عرف بولعه بالعلوم الحقة والذي مكن خيالته، في خضم هذا المضمار، من نشر المعرفة وتوريث عاداتهم إلى خلفهم. ويكمن جوهر هذا المعرض في استحضار وإبراز موضوع تاريخي ألا وهو المحلة السلطانية إلى تافيلالت ما بين شهري يونيو ودجنبر 1893، والتي كان الغرض منها تحقيق ثلاث غايات تتمثل في تحفيز السكان على تناسي خلافاتهم، وتأكيد السيادة المغربية على الجنوب الشرقي من البلاد، وزيارة أضرحة أسلاف الدولة العلوية الشريفة، فضلا عن كونه يشتمل هذا المعرض على حوالي 300 قطعة فنية (مخطوطات، ومنحوتات، ولوحات فنية، ومجسمات، وصور، وأشرطة وقطع متحفية نادرة)، ويرتكز حول ثلاثة محاور أساسية، يتعلق الأول منها ب"فرسان محلة السلطان مولاي الحسن الأول" ويتضمن (السلطان مولاي الحسن الاول وفرسان المحلة ورحلة السلطان مولاي الحسن الاول إلى تافيلالت: محلة نموذجية). وبخصوص فرقة الخيالة التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، وتنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس، تم تعزيز ابتداء من سنة 2001 صفوف المديرية العامة للأمن الوطني بفرق الخيالة وذلك بهدف تمكين المصالح الأمنية من تغطية مختلف المجالات الترابية التابعة لنفوذها ومواكبة كل التدخلات والاستجابة لكل الحالات الأمنية. ويضم هذا الرواق مجسم لمشروع توسعة مدرسة الخيالة الذي انطلق سنة 2014 بقلب غابة المعمورة، وتضم 164 مربطا للخيول وعيادة بيطرية وحلبة للتداريب والترويض وحلبة مغطاة للتداريب ومخزن للعلف والكلأ. وتكمن مهام فرقة الخيالة التابعة للأمن الوطني في مراقبة مختلف الأماكن العمومية من مواقع سياحية وحدائق ومنتزهات عمومية والأماكن التي يصعب الولوج إليها بالسيارات والدراجات والمناطق الغابوية المتواجدة داخل المجال الحضري. وتهدف تدخلات فرقة الخيالة إلى تكريس الشعور بالأمن لدى المواطن والسائح على حد سواء، وتبقى هذه التدخلات ذات طابع وقائي وردعي بالأساس وزجري إذا اقتضت الضرورة لذلك. وفيما يتعلق بمهام فرقة الخيالة التابعة للقوات المساعدة التي تشارك أيضا بمعرض الفرس بالجديدة، فتقضي بالمحافظة على النظام العام (بالشواطئ والغابات والأماكن الوعرة الولوج ومكافحة الهجرة السرية وحماية الأماكن الحساسة (السدود، المواقع السياحية...) والوقاية من حرائق الغابات والحفاظ على البيئة. ونظرا للخدمات الأمنية التي تقدمها هاته الدوريات والتي ما فتئ الطلب يتزايد عليها، فإن مفتشية القوات المساعدة في إطار برنامجها الخماسي لإعادة الهيكلة عمدت إلى الرفع من عدد فرق الخيالة من 32 إلى 45 فرقة .