لم يأبه الكثيرون بفوز نجل القيادي في حزب العدالة والتنمية، محمد يتيم، ب50 مليون في لعبة "البوكر" في دوري WPT، لأن هناك من اعتبر أن الأمر يتعلق أساسا بحرية فردية لا يمكن محاسبة الأب بما يقوم به ابنه، غير أن ما أثار سوء الفهم عند البعض تصريحات نُسبت إلى يتيم كون "البوكر ليس قمارا". تصريحات يتيم الأب بأن ابنه "لم يشارك في ألعاب للقمار، وإنما شارك في مسابقة مثل مسابقة "لالة العروسة"، ثم ما صرح به ابنه صلاح الدين كون "هذه اللعبة قانونية بالمغرب، وبأنه مارسها لاختبار قدراته وليس بهدف ربحي" جعلت البعض يتساءل هل حقا "البوكر" ليس قمارا، وبالتالي حلال؟ المسابقات في عين الشرع في بحث سريع ضمن المواقع المتخصصة التي تقوم بتعريف لعبة البوكر، نجد أن إحداها يقول ما يلي "البوكر لعبة ورق تمكن من ربح كثير من المال، وتحتاج إلى محترف وجزء كبير من الحظ، وأرباحها هائلة والخسائر فيها ورادة أيضا، فهي في المقام الأول لعبة قمار". الشيخ عبد الباري الزمزمي، رئيس الجمعية المغربية للبحوث والدراسات في فقه النوازل، يؤكد في تصريحات لهسبريس أن القمار يشمل كل لعبة يشارك فيها المتسابق بنصيب أولي من المال، فإذا فاز في المسابقة التي تضم عددا من المتبارين يحصل على المال المجمع منهم، ويُحرم الخاسر. وقال الزمزمي إنه على هذا الأساس يعتبر "البوكر"، وكل لعبة أخرى تتبع هذه القاعدة، حراما لأنه أحد أنواع القمار المحرم شرعا"، مشيرا إلى أن "المسابقة التي يشارك فيها المتسابق دون أن يقدم مالا ليحصل في الأخير على جائزة من جهة ثالثة منظمة للسباق تعتبر حلالا". واستدل الزمزمي بأن "النبي صلى الله عليه وسلم كان يعقد سباقات بين الخيول أو الإبل، من أجل شحذ الهمم وبث قيم الشجاعة والفروسية، وكان يعطي جائزة من عنده لمن يفوز بالمسابقة، باعتبار أنه لا يشارك في المسابقة، فمثل هذه المسابقة ليس فيها ما يحرمها". حلال أم حرام ومن جهته أكد صلاح الدين يتيم أنه "لا يدري إن كان فوزه بالبوكر حراما أم حلالا، وأنه لم يسبق له أن أفتى في هذا الأمر، لكنه دافع عن قانونية اللعبة"، كاشفا أن فوزه "خلق إزعاجا كبيرا لدى والده، الذي سأله "هل فزت في بطولة أم في قمار". "البوكر هل حلال أم حرام"..سؤال يتيم الابن، 34 عاما ومسير شركة للمحاسبة، أجاب عنه عالم الدين الدكتور مصطفى بن حمزة، في تصريحات صحفية، بأن "القمار شامل لهذه اللعبة، وأي إنسان يغامر على الحظ لما يناله إما بقسيمة شراء أو ربح مبلغ مالي فهو الربا عينه". واستطرد رئيس المجلس العلمي لوجدة بأنه "إذا اعتبر اللاعب أن البوكر مجرد لعبة وحلال، فليأت بدليل قرآني على ذلك، وإذا لم يكن عالماً، فيجب عليه أن ينصت ويسمع أنها حرام، وهي الميسر بنفسه". ومن المعلوم أن القمار محرم في الشريعة الإسلامية بدليل قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ". وليست الشريعة الإسلامية وحدها التي تحرم القمار، بل هناك دول تحظر لعب القمار بمختلف أصنافه، لأسباب أخلاقية أو اجتماعية أو اقتصادية أيضا، ومنها قرغيزستان، واليابان التي تسمح فقط بالرهانات على سباقات الخيول وبعض أنواع سباقات السيارات، وروسيا أيضا، فضلا عن المملكة العربية السعودية.