أثار فوز شاب مغربي في لعبة البوكر بمبلغ 57 ألف دولار، جدلاً سياسياً وفقهياً بالبلد، لأن الشاب الفائز في المسابقة هو نجل القيادي في حزب العدالة والتنمية، محمد يتيم، الذي قام بمجرد وصوله إلى الحكومة بحذف الدعاية لألعاب الحظ والرهان في التلفزيون العمومي، لكونها تندرج حسب الحزب في خانة القمار. وجاء فوز صلاح الدين يتيم بهذا المبلغ، بعد مشاركته مؤخراً في مسابقة البوكر، التي نظمها الموقع الإلكتروني الفرنسي "pmu.fr" على مدى 6 أيام بكازينو السعدي، في مدينة مراكش، بمشاركة أكثر من 500 لاعب يمثلون أكثر من 52 بلداً حول العالم. من جهته، اعتبر محمد يتيم أن اللغط الذي أثير في العديد من المنابر حول فوز ابنه، ما هو إلا محاولة من البعض لتسييس القضية من أجل النيل من حزب العدالة والتنمية، مبرزاً أن لعبة البوكر لا علاقة لها بألعاب الحظ والقمار، وإنما هي مجرد مسابقة يخضع فيها المتسابق لتدريب من طرف مختصين في البسيكولوجيا. وأضاف يتيم أن ابنه يتخذ قراراته لوحده، نافياً أن تكون له عليه وصاية سواء بالمنع أو التأييد. من جانبه، قال صلاح الدين يتيم إن هذه اللعبة قانونية بالمغرب وممارستها تدخل في حق الحرية الشخصية للفرد، مشيراً إلى أنه مارسها لاختبار قدراته وليس بهدف ربحي، وإنها لا تدخل في إطار القمار. "هي الميسر بعينه" في حين صرح عضو المجلس العلمي الأعلى بالمغرب، مصطفى بن حمزة، في حديثه ل"العربية.نت" أن القمار شامل لهذه اللعبة، وأي إنسان يغامر على الحظ لما يناله إما بقسيمة شراء أو ربح مبلغ مالي فهو الربا عينه، واسم اللعبة من مضمونها، فهي نوع من الميسر والقمار وهي حرام شرعاً. وتبعاً للمتحدث، فإذا اعتبر اللاعب (في إشارة إلى صلاح الدين يتيم) أن البوكر مجرد لعبة وحلال، فليأت بدليل قرآني، وإذا لم يكن عالماً، فيجب عليه أن ينصت ويسمع أنها حرام وهي الميسر بنفسه. كذلك اعتبر عضو الدائرة العلمية للدراسات الإسلامية، عبد الرزاق الجاي، في تصريحه ل"العربية.نت" أن الأمور بمقاصدها، فإذا قصد الذي يمارس هذه الأنواع من اللهو لتحصيل المال فهو محرم إطلاقاً، لأنه نوع من الميسر. وتابع الجاي: "إذا كان ذلك على حساب حق الله تعالى، حيث يضيع الصلاة أو حقوق الأسرة، فهو لا يجوز أيضاً"، وما عدا هذا فيجوز في نظره ممارسة هذه اللعبة ما دام لم يحصل المال منه أو يعتدي على الحقوق.