أكد إدريس بنهيمة، الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية، المعروفة اختصارا ب"لارام"، أن الشركة باتت تحتل مكانة هامة في إستراتيجيتها، بعد أن عززت من أنشطتها وعروضها التي تستهدف القارة السمراء". وأفاد بنهيمة، خلال عرض قدمه بمناسبة اجتماع لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن بمجلس النواب خصص لتدارس الوضعية المالية والتدبيرية والخدماتية للشركة وسياسة النقل بالمغرب، أن إفريقيا تحتل حاليا مكانة هامة في إستراتيجية الخطوط الملكية المغربية". توسع إفريقي وأوضح مدير الشركة أن "لارام" قامت بفتح خطوط جديدة منها خط نجامينا في تشاد، كما أعادت النظر في برامج رحلاتها التي شملت عدة وجهات، منها كوناكري وليبرفيل وباماكو وأكرا ، حيث عملت على تقويتها وتوسيع مجالها". وأورد بنهيمة أن الشركة عمدت إلى ترسيخ هويتها الإفريقية من خلال توظيف مستخدمين من جنسيات مختلفة من إفريقيا جنوب الصحراء، كطاقم تجاري من مضيفين ومضيفات الطائرة، فضلا عن عقد شراكات لدعم الأعمال الثقافية والفنية في إفريقيا. وزاد بأن تفعيل هذا التوجه ساهم في جعل الشركة، الناقل الرسمي لأكبر التظاهرات الثقافية والفنية في القارة، وذلك بعد إبرام اتفاقيات كان له " تأثير إيجابي ليس فقط على صورة الخطوط الملكية المغربية، ولكن على صورة المغرب داخل مجتمعات هذه الدول الشقيقة ". وبخصوص انعكاس هذا التوجه نحو إفريقيا على الشركة، أوضح بنهيمة أن ذلك انعكس إيجابا على حركة النقل الجوي بين المغرب والدول الإفريقية، حيث ارتفعت بنسبة 20 بالمائة في أواخر غشت 2014 مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. وبالأرقام أورد المتحدث أن عدد الركاب ارتفع بشكل ملموس حيث تم تسجيل ارتفاع بنسبة 40 بالمائة في عدد الركاب على متن الرحلات الرابطة بين الدارالبيضاء وكوت ديفوا ، كما انتقلت الرحلات بين المغرب وغينيا من ناقص 12 بالمائة قبل الزيارة الملكية لهذا البلد إلى زائد 15 بالمائة". ترشيد نفقات "لارام" وتطرق مداخلة بنهيمة أيضا إلى انخفاض كتلة الأجور بنسبة 34 بالمائة مقارنة مع سنة 2011، وقال إن الشركة لجأت كذلك إلى إجراء آخر تمثل في الاشتغال بنسبة 62 مستخدما بالنسبة لكل طائرة مقابل 100 مستخدم في سنة 2011 . وفي سياق ترشيد النفقات الذي عمدت إليه شركة الخطوط الملكية المغربية، أكد بنهيمة أيضا أنه تم حذف 17 خطا كانت تشكل عجزا ماليا هيكليا، وذلك انسجاما مع الالتزامات الواردة في العقد البرنامج". وأقدمت الشركة، يضيف بنهيمة، على إعادة النظر في حجم أسطولها من أجل عقلنة استغلاله، حيث تم سحب 10 طائرات من الجيل القديم، علاوة على التخلص من بعض مقرات الشركة المكلفة داخل المغرب وخارجه". واعتبر المدير العام لشركة "لارام" أن تقليص الكلفة شمل جميع المستويات، حيث انخفضت النفقات الجارية الخاصة بالتسيير بنسبة 18 بالمائة، إضافة إلى تفويت الأنشطة التي لا تدخل في صلب النشاط الرئيسي للشركة، أي النقل الجوي". ولم يفت المتحدث إبراز أن شركة "لارام" تتوفر في الوقت الراهن على نسب إنتاجية متقدمة جدا، تجاوزت جل شركات الطيران المنتظمة، واقتربت بكثير من المستويات الخاصة بالشركات المنخفضة التكلفة " وفق تعبيره. النشاط التجاري وعرج بنهيمة، في مداخلته بمجلس النواب، على نتائج شركته بخصوص نشاطها التجاري، حيث أكد أنها استطاعت تحسين رقم معاملاتها ، ونسبة ملء طائراتها، مع نهاية شهر غشت 2014". وتابع أن النشاط التجاري للشركة زاد ب 6 بالمائة، كما ارتفع رقم المعاملات ب 5 بالمائة، مشيرا إلى أن هذا الارتفاع يأتي بعد سنتين من الانخفاض الناتج عن تقليص حجم الأسطول، وحذف الخطوط غير المربحة". ولم يفت بنهيمة ملاحظة أنه "تم تحقيق هذه النتائج في ظرفية دولية صعبة، بحيث أن المنافسة وصلت إلى حدتها منذ التوقيع على اتفاقية " السماء المفتوحة "، مؤكدا أن عروض المنافسة ازدادت ب 8 بالمائة في عام 2014 مقارنة مع 2013 . وبين المسؤول ذاته أن السنة الحالية عرفت حالة استثنائية خلال فصل الصيف، وخاصة في شهر غشت، مشيرا بشكل خاص إلى تسجيل ارتفاع كبير في الطلب على السفر في مدة معينة بعد فترة شهدت انخفاضا مهما".