احتفالات المستوطنين اليهود بما يسمى "عيد العرش" الإسرائيلي، عبر اقتحامهم لساحات المسجد الأقصى بالقدس من خلال باب المغاربة، لم تكن لتمرّ هذه الأيام دون أن تحدث غلياناً فلسطينيا وغضَبا عابرا للقارات، حيث استجابت منظمات وهيئات دولية وعربية لدعوة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في جعل يوم الجمعة 17 أكتوبر يوماً للغضب و"هَبّة عالمية حرة ترفض تهويد القدس الشريف وفلسطين". وتعتزم فعاليات مغربية مناصرة للقضية الفلسطينية ومناهضة للاحتلال الإسرائيلي، تنظيم وقفات احتجاجية غاضبة في مناطق مختلفة من المدن المغربية،يوم غذ الجمعة، للتعبير عن استنكارها وقلقها من مداهمات المستوطنين والتحرشات الأمنية المتكررة، داخل ساحات المسجد الأقصى، خلال الأيام الجارية. مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، التي تضم ناشطين وهيئات حقوقية ومدنية وسياسية، دعت من جهتها "الشعب المغربي وقواه الحرة" للتعبئة والنزول الميداني للشارع، "للتعبير عن الالتحام بالمرابطين المقدسيين الذين يواجهون الغطرسة الصهيونية في المدينة المقدسة"، معلنة أنها ستنظم وقفة مركزية بالعاصمة الرباط، مساء غد الجمعة، وفق شعار "من أجل القدس والأقصى المبارك.. ضد العدوان الصهيوني.. ضد التطبيع". أما الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، المقربة من جماعة العدل والإحسان، فأعلنت عن غضبها "الشديد" لما أسمته "الأفعال الإجرامية التي يرتكبها الصهاينة في حق القدس الشريف وفي حق الفلسطينيين المرابطين داخله للدفاع عنه"، إلى جانب شجبها "للصمت العربي والدولي الرسمي المخزي أمام تمادي الاحتلال في أفعاله الإجرامية التي تجاوزت كل الأعراف والقوانين". وفيما دعت الهيئة المذكورة، وفق بلاغ لها، إلى "النفير العام والهبة الشعبية نصرةً للمسجد الأقصى"، طالبت المنظمات والهيئات المعنية بالتحرك لوقف الاقتحامات المتكررة للمسجد المبارك، فيما أعلنت جعلَ يوم غد الجمعة يوماً للاحتجاج والغضب "استجابة لنداء مؤسسة القدس الدولية التي دعت كل أحرار العالم للانتصار للمسجد الأقصى ضد كل محاولات الاقتحام والتهويد". وكان مستوطنون إسرائيليون، قد اقتحموا، أمس الأربعاء، ساحات المسجد الأقصى، من خلال باب المغاربة المتواجد بالجدار الغربي للمسجد، استجابة لدعوات أطلقتها جماعات إسرائيلية تستنفر لاقتحامات واسعة، بمناسبة عيد العرش أو "المظلة" اليهودي، الذي يستمر لأسبوع كامل. وتسببت تلك الاقتحامات في اندلاع احتجاجات نظمها فلسطينيون، احتجاجا على إغلاق الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى أمام المسلمين، تأميناً لاقتحامه من قبل اليهود، حيث مُنع الفلسطينيون، ممن تقل أعمارهم عن 50 عاماً من دخول المسجد خلال اليومين الأخيرين، وهو ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين مئات الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في مدينة القدس. على إثر ذلك، دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في بيان سابق له، إلى تأسيس "حِلف إسلامي عربي إنساني"، من أجل التصدي للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المسجد الأقصى، مع تنظيم فعاليات عالمية مساندة للقضية الفلسطينية العادلة، "لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني العادلة، ووقف الاحتلال".