عجيب أمر الفنانة المغربية لطيفة أحرار وهي تتعرىأمام الجمهور في مسرحية " كفر ناحوم – أوطو صراط" بشكل مستفز وغير متوقع على الإطلاق. كيف لها أن تعتبر هذا السلوك جرأة فنية. فما هي الجرأة؟ وما هو الفن؟وبالتالي ما هي الجرأة الفنية؟حتى إذا قمنا بجمع الفن والجرأة معا أعطانا جرأة سنتفق عليها بأنها فعلا فنية لا جرأة ساقطة ولا متعفنة. ففي المفهوم الفني عند جميع الفنانين في كل بقاع العالم تعني الجرأة القيام بعمل ليس من السهل على أي أحد أن يقوم به نظرا لوجود رقابة وقمع وضغط . أو القيام بعمل تعرف مسبقا تبعاته التي ستجعلك تدفع الثمن باهضا. أما العري فهو في كل الشوارع والأزقة ولكن التعري في مكان وضمن إطار فني له رسالة ووظيفة شريفة يؤديها مثل المسرح فهو قلة حياء واستخفاف بالجمهور، ولا يمت بالجرأة بصلة .. فالعمل الفني لابد أن يكون ذا شأن ويرمز إلى أبعاد تخدم الفن والفن طبعا لا يخرج عن خدمة الواقع المعيش للمشاهد أو يقوم بتعريته أو تحليله وبالتالي اقتراح حلول مناسبة كعلاج له..وبهذا يكون الفن من المجتمع إلى المجتمع في سياق الإسهام في البناء القيمي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي الجاد للبلاد. ولكن كيف سيكون معنى الجرأة عندما يعجز الممثل عن تعرية الواقع ويقوم هو بتعرية نفسه جسديا وأخلاقيا أمام الجمهور ؟؟ وعجبا لهذا للجمهور نفسه كيف سمحت له مبادئه ودينه وكرامته أن يسمح لهذه الممثلة المتعفنة أن تجعله يطأ بقدمه وجه الحياء قرب أمه وأبيه وصاحبته وبنيه. ألم يكن أقل ما يمكن أن يقوم به هو مغادرة القاعة فورا تعبيرا رافضا وصارخا ضد هذا السلوك الحيواني المشين؟ ألم يكن حريا به أن يقول لا للعري على خشبة المسرح في بلد أول بنود دستوره أن دين الدولة الإسلام؟؟ ألم يكن حريا به أن ينتفض من قاعه ويعبر وينتقم لكرامته إن كانت لازالت لديه كرامة؟؟ هكذا تصنعون طواغيتكم، رحم الله عزة بيغوفيتش الحاكم المسلم عندما قال هذه الكلمة مدوية صارخة تنفض غبار ما قد يعلق على الأكتاف من مهانة واستخفاف..ولأن الاستخفاف والاستهانة بأمور نعتقدها صغيرة هي من بتراكمها تصنع الكبائر العظمى التي تأتي على الأخضر واليابس مما بقي في هذه الأمة من عزة وكرامة. البارحة في شهر رمضان المبارك تجرأ شباب مغاربة على الجهر بأكل رمضان دون حياء وأصروا على ذلك أيما إصرار..واليوم ممثلة تعبر عن حريتها في أن تتعرى على خشبة المسرح، ومن قبل، أعلنت السيدة فؤاد زواجه المثلي علانية، وادعى أحدهم أن أبا هريرة قد أكثر في الحديث، وقالت أخرى بأن تعدد الزوجات ظلم للمرأة واستخفاف بها، وفي الأمس القريب طردت فتاة من مدرسة لكونها فتاة متحجبة...ولسنا ندري إلى أين سيقودنا تساهلنا مع مثل هذه السلوكات المحلقة خارج السرب؟ وإذا كانت كل هذه السلوكيات تتم تحت يافطة وشعار الحرية فلماذا تم إقصاء القرآن من المعرض الدولي للكتاب؟ ألا يدخل عرض القرآن من طرف دور النشر من صميم الحرية؟ أم أن العزف على وتر الحرية يتم فقط عندما يتم الاستخفاف بأمور الدين والتلاعب بالقيم والمبادئ؟ في حين يتم السكوت على التعري دون خجل أو حياء على خشبة المسرح وإعلان الزواج المثلي والتعرض لمحاكمة من فضحوا المؤامرة عندما نقلوها حرفيا على صفحات الجرائد ومنابر الإعلام؟ ألا يكفينا أننا نجلد في كل عام مرة أو مرتين من طرف الغرب الصليبي، فتارة برسوم مشؤومة تسم أشرف الخلق بما لا يليق به من أوصاف، ومرة بعزم بعضهم على حرق القرآن، ومرة برمي الإسلام بأنه دين الإرهاب، ومرة بسب أم المؤمنين عائشة ووصفها بشتى النعوت والأوصاف؟؟ ألا يكف عنا هؤلاء هجومهم في الداخل حتى نتفرغ لمواجهة الهجومات الخارجية الحاقدة؟ هل مات الحس والشعور بالانتماء لهذا الدين في بلاد يوسف ابن تاشفين، حتى وصلت الجرأة بكل ساقط وساقطة أن يعبث بالمقدسات ويسخر من قيم وتعاليم الدين؟؟