ما الذي أقلق تل أبيب وواشنطن من زيارة رسمية يقوم بها رئيس دولة لدولة أخرى؟؟ ألم يقم جورج بوش الابن بزيارة لبلدان الخليج ورقص رقصة السيف يدا بيد مع الحاكم العربي و لوح عاليا بحسام قرضاب حاد صوب بلاد الفستق والسجاد ؟؟ ألم يقم كبار قادة أمريكا بزيارات خاطفة للعراق لرفع معنويات الجيش الأمريكي ؟؟ فلماذا إذا كل هذا الغضب وهذا التنديد وهذا الصخب من زيارة رسمية قام بها نجاد لجنوب لبنان؟؟.. هل هو نفوذ إيران الذي يكبر يوما بعد يوم؟؟؟، فها هو الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في زيارة أكثر من خاصة للبنان معقل حزب الله أحد أذرع إيران الضاربة يبشر المستضعفين بالعالم بقرب ظهور سيد الزمان والمكان ليخلص الإنسان من الأشرار ، وها هو مفاعل بوشهر النووي على أهبة الاستعداد للعمل وإنتاج الطاقة النووية، ها هي الترسانة العسكرية الإيرانية تنمو يوما بعد يوم أمام أعين حكام الخليج، ها هو مدى صواريخ منظومة "شهاب" تكبر هي الأخرى وتكبر معها دقتها وقدرتها التدميرية .. وها هي شعبية أحمدي نجاد الفارسي تنمو بشكل كبير في الشارع العربي عكس الحاكم العربي الساقط في عين شعبه والذي أصبح مكروها وأصبحت شعبيته تحت الحضيض...فعلى سبيل المثال لا على سبيل الحصر ف ان رحلة استجمام أو لنقل رحلة استنكاح لأمير سعودي تكلف الدولة ملايين الدولارات في حين أن وجبة غذاء للرئيس أحمدي نجاد عبارة عن سندويتش بسيط شأنه شأن موظف بلدية طهران يأخذه معه لمقر عمله ... وللأمانة فإن إيران تعيش بها أقليات مسيحية "كلدان" "أرمن" وبها ديانتان عريقتان يعتنقها الآلاف من الايرانيين "الزرادشتية" و" المندائية الصابئة" وبها يهود إيرانيون والكل يمارس شعائره الدينية بكل حرية واحترام و الكل ممثل داخل مؤسسات الدولة، عكس السعودية التي تحرم بناء الكنائس على أراضيها وتعاقب من يرشف شربة ماء في يوم رمضاني حار من العمال الأجانب المكفولين بمضارب بني سعود الأقحاح أو من يرسم علامة صليب على صدره أمام الناس بتهمة مس مشاعر المسلمين...ونظام السعودية منخرط بشكل مفضوح في وهبنة بلدان الجوار والقضاء على الوجود المسيحي خاصة بمصر.... تزايد نفوذ إيران يقلق بشكل يفوق حد الوصف الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل، فهل ستبادر واشنطن و تل أبيب بالضربة الأولى لتكون حربا مباشرة؟؟ أم أن هناك خيارات أخرى على الطاولة؟؟ هل ستتخلى واشنطن على هذا الخيار لتتجه مثلا نحو إضعاف إيران من الداخل عبر تفعيل المعارضة وتأجيج الشارع الإيراني ؟؟ أم هي حرب بالوكالة ستقودها المملكة العربية السعودية نيابة عن المعسكر السني تحت ذريعة حماية البيت العتيق من أبي لؤلؤة المجوسي الذي تقمص خليقة أحمدي نجاد؟؟ وهل سيقبل بني سعود بهذه المهمة الخطيرة ؟؟ أم سيستحضرون صورة صدام حسين ويعتبرون بمصيره عندما قاد حربا بالوكالة ضد إيران فكانت النتيجة حفرة العوجة ومشنقة الكاظمية ....... وشعب جائع مريض مشتت تطالبه الكويت بدية وجريرة حاكم أخرق ؟؟ إسرائيل تعلم أن أي تصرف عدواني من جانبها سيعرضها لآلاف الصواريخ، كما أن استهداف منصات الصواريخ الإيرانية من طرف واشنطن وتل أبيب سيكون صعبا للغاية نظرا لان الإيرانيين قد تدربوا على عمليات التمويه وأتقنوها بوضع مجسمات وهمية وإخفاء منصات الصواريخ الحقيقية واستعمالها وسحبها وقت الضرورة ..فليس هناك قوة بالعالم قادرة على تدمير منظومة إيران الصاروخية... هل سيعمل حكام الخليج بنصائح سورية ويستحضرون كلام الداهية "حافظ الأسد" لتوطيد علاقاتهم مع الجارة إيران و تكوين حلف في المنطقة للحفاظ على الأمن القومي وإنشاء فضاء اقتصادي مؤثر ليكون بداية العد العكسي لزوال دولة إسرائيل ؟؟ أم هل سيسعى صناع القرار بالبيت الأبيض بفتح قنوات الاتصال مع طهران لتقاسم المصالح والاعتراف بإيران كقوة وازنة بالمنطقة؟؟ الحقيقة أن واشنطن في حيرة من أمرها و صناع القرار في تل أبيب في حالة ارتباك شديد والحاكم الخليجي يتبول عشر مرات في الليلة كلما رأى في حلمه صورة أحمدي نجاد الذي تتزايد شعبيته في الشارع العربي والإسلامي...وقادة إسرائيل العسكريين و على رأسهم "ايهود باراك" يعلمون ومقتنعون بأن أي حرب مقبلة قد تتعدى شهرين كفيلة بدمار دولة إسرائيل... أنا لست هنا من المعجبين بأفكار وعقيدة الرئيس الإيراني بقدر ما أنا معجب بجرأته وتواضعه وشعبيته ... أمام العالم فرصة لتفادي كارثة المواجهة بين طهران وحلف واشنطن تل أبيب الرياض، والحل يكمن في تفعيل عملية السلام بين إسرائيل و بلدان الجوار وقيام دولة فلسطينية مستقلة وتوفير الحقوق المشروعة للشعوب الأصلية الأقباط و الأمازيغ الكرد الأرمن الكلدان المندائية الصابئة الأيزدية العبرانيون ....ثم العمل على إقناع إيران للانخراط في مشروع شرق أوسطي ديمقراطي حداثي يسع الجميع وينفع الجميع... [email protected]