لم يتأخر كثيرا رد فرق الأغلبية على تنسيق فرق المعارضة بمجلس النواب، حيث التأم قادة الأغلبية وبرلمانيوها بالمجلسين، معلنين انخراطهم في خيارات الائتلاف المشكل للحكومة التي يقودها الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران. رئيس الحكومة بشّر أغلبيته بالفوز في الانتخابات الجماعية والتشريعيّة المقبلة، وقال: "لا تنفزعوا بالانتخابات، لأنه إذا استمرت الأمور كما هي فأبشركم بالنصر في الانتخابات القادمة والتي تليها، لأن المواطن يعرف أين مصلحته ويعرف ما هو معقول". الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أثنى كثيرا على مساندي الحكومة من داخل البرلمان، معتبرا أن صفوف الأغلبية النيابيّة "جادة وعازمة على الاستمرار في منطق التعبئة"، قبل أن يجدد شكره لنوابها على التصويت بكثافة لصالح تمكين رشيد الطالبي العلمي من رئاسة مجلس النواب. وقال بنكيران قي هذا السياق إن "الأغلبية التي تكونت تستحق المهمة المنوطة بها وستسير في الاتجاه الصحيح"، وأضاف: "عندما تجدون أحزابا تبني برامجها على المعقول أكثر منكم فاعلموا أن وقتكم انتهى، وإذا دخلتم في المناورات فهذه ستكون نهايتكم". وفي تعليقه على خطاب الملك محمد السادس أثناء افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، اعتبر بنكيران أن العاهل "وضع الإطار لعمل حكومته"، مشيرا إلى "وجود ثناء دولي على المغرب والمكانة التي يتمتع بها، لذلك تحدث الملك عن شروط استحقاق هذا الاعتزاز بالمغربية". "هذه الحكومة جاءت لتصحيح الأوضاع في اتجاه الالتحاق بالدول الصاعدة" يقول بنكيران الذي خاطب المعارضة بالقول: "التْخْربِيقْ كَايْنْفْع، لكِنّه لا ينفع مقابل المعقول"، مشيرا إلى أن "المغرب تغير في السياسة وعدد كبير من السياسيين في ورطة لأنهم يمارسون الابتزاز واللّْعِيبَات، لكن المغرب تغير، وهو في تغير مستمر" على حد قول رئيس الحكومة. وعن إصلاح أنظمة التقاعد حاول رئيس الحكومة الانحناء للانتقادات الواسعة التي تلقاها بعد قراره الذي وصفته النقابات بالانفرادي، وهو القاضي برفع سن الإحالة إلى المعاش حتى تصل 65 سنة عام 2021، موردا أنه "سيحاول تلطيف الأجواء بالنسبة للتقاعد" وأنّ "القانون يلزم تخفيض التقاعد إلى النصف خلال سنة 2018".. "الإصلاح سيكون على مرحلتين، الأولى ستنجزها الحكومة الحالية والثانية ستجريها الحكومة المقبلة" يقول بنكيران قبل أن يضيف: "هذا الإصلاح في مصلحة الناس، والمغاربة عندما يفهمون الإصلاح سيوافقون عليه". إلى ذلك عبر صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عن ارتياح "حزب الحمامة" للعمل الحكومة، بالقول "أنا مرتاح لما تقدمه الأغلبية في البرلمان لأن هذا ما تقوله الممارسة، ويمكننا تدبير المحطات المقبلة بشكل جيد". وقال مزوار إن "الانتخابات المقبلة ليس تحديا كلاسيكيا"، مشددا على أن "الأساس هو كيف يمكن تقوية البناء الداخلي للمغرب لمواجهة التيار الجارف الذي تمر به المنطقة العربية"، وهو نفس التوجه الذي صار فيه الأمين العام للحركة الشعبية امحند العنصر., الذي أوضح أنّ "التحاق حزب الحركة الشعبية بالتحالف الحكومي كان صعبا، حيث تحمل مسؤولية الانتقادات من طرف بعض حلفائه السابقين والحاليين". أمّا نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، فقد اختار "تقطير الشمع" على المعارضة من خلال إثارة الصراع البدني الذي شهده لقاؤها في البرلمان بين الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، وعزيز اللبار، المستشار البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، وأورد بنعبد الله: "الأغلبية لم تتطاحن ولم يعرف عنها أنها عرفت مشادات داخل البرلمان، وهذا يحسب للأغلبية".. كما أكد ذات الأمين العام أن "المغرب سيدخل فترة الانتخابات في حين مازال البعض يصر على بعض الممارسات التي يشهدها المشهد السياسي"، مشددا على ضرورة "تدعيم الأخلاق في السياسة وتغليب المصلحة الوطنية".