في أول رد فعل من مؤسسة رسمية تابعة للمجلس العلمي الأعلى بشأن فتوى مصرية تقضي ببطلان عيد الأضحى الذي احتفل به المغاربة يوم الأحد الماضي، أكد عبد الله اكديرة، رئيس المجلس العلمي المحلي لمدينة الرباط، أن "ذلك القول غير سليم ويثير الفتنة". وأفاد اكديرة، في تصريحات لهسبريس، بأن الذين يروجون لرأي بطلان العيد عند المغاربة لأنه لم يوافق العيد عند السعودية، "لا يدققون فيما يصدر عنهم، كما أنهم يهرفون بما لا يعرفون"، مردفا أن "المغرب اعتاد منذ قرون خلت على إقامة أعياده والإعلان عن مطلعه عن طريق الرؤية". وتابع رئيس المجلس العلمي للرباط أن "المغرب لديه إمارة المؤمنين، شرعية وموثقة ومكتوبة ومسؤولة، ولا يمكن أن تقوم بشيء يخل بأحكام الشرع"، مضيفا أنه يكفي لحسم الجدال الرجوع إلى أصح كتاب بعد القرآن الكريم، وهو صحيح الإمام البخاري" وفق تعبيره. واسترسل اكديرة بأن "صحيح البخاري يقول بوضوح إنه لكل قُطر مطلعه، أي رؤيته الخاصة"، مشيرا إلى أن "اختلاف المطالع كان حتى في عهد الصحابة رضي الله عنهم"، ومستدلا بحديث كُريب حيث رفض ابن عباس رضي الله عنهما الالتزام برؤية أهل الشام. ولفت اكديرة إلى أنه سبق لرئيس جمعية الفلكيين العرب بالعالم أن ألقى محاضرة كبيرة بالمجلس العلمي بالرباط، شهد فيها بأن المغرب يتمتع بأدق وأصدق وأثبت رؤية بخصوص الأهلة، وبأن رؤية المملكة شرعية لا غبار عليها، وكذلك كان عليه الأمر منذ قرون خلت". واستطرد المتحدث أن "علماء السعودية بأنفسهم أقروا غير مرة بأن رؤية المغرب لمطالع الشهور أكثر دقة من غيره"، موردا أنه "كان ذات يوم جالسا في المدينةالمنورة بمعية علماء دين، فأكدوا أن المغرب له رؤية دقيقة وصادقة، من خلال اعتماد الرؤية بالعين المجردة. وكانت أمانة الفتوى في الجامع الأزهر، على لسان أمين عام الفتوى، الدكتور عيد يوسف، قد أكدت أن احتفال المغاربة بعيد الأضحى، يوم الأحد المنصرم، غير جائز شرعاً، وبأنهم "يخرقون الإجماع ويخالفون ما اعتاد المسلمون عليه"، باعتبار أن البلاد الإسلامية احتفلت بالعيد يوم السبت. وأبرز أمين عام الفتوى بالأزهر، في تصريحات صحفية نقلتها الصحافة المصرية، أنّه "كان يتوجّب على المغاربة أن يأخذوا في الحساب الفلكي للسعودية، وهو أولى من انتظارهم رؤية الهلال، طالما أنّهم يشتركون في جزء من الليل مع السعودية".