وصف الشيخ عبد الباري الزمزمي، رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، فتوى الجامع الأزهر ببطلان عيد الأضحى عند المغاربة، بأنها "تنم عن جهل مطبق بالواقع والأحكام الشرعية"، مبرزا أنها "من نوع الفتاوى التي تتحكم فيها السياسة". وكانت أمانة الفتوى في الجامع الأزهر، على لسان أمين عام الفتوى، الدكتور عيد يوسف، قد أكدت أن احتفال المغاربة بعيد الأضحى يوم الأحد، غير جائز شرعاً، وبأنهم "يخرقون الإجماع ويخالفون ما اعتاد المسلمون عليه". ورد الزمزمي على هذه الفتوى المصرية، التي أثارت أخيرا ضجة عارمة، بأنه إذا ما اتبعنا هذه الفتوى فإنه ليست فقط الأعياد والمواسم بالمغرب باطلة، بل أيضا صلوات المغاربة باطلة، وهذا غير مقبول شرعا ولا واقعا" يقول الزمزمي. وأوضح العضو المؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في تصريحات لهسبريس، أن البلاد الإسلامية مختلفة في المطالع وفي مشارق الشمس بدليل قوله تعالى "فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون"، حيث لم ذكر الله المشرق والمغرب بصيغة الجمع. وتابع الزمزمي "لكل بلد مطلع هلاله، فالهلال قد يُرى في بلد ولا يرى في البلاد الأخرى"، مضيفا أن "هذا الوضع حدث حتى في عهد الصحابة الكرام، موردا حديث كريب الصحابي في عهد المدينة عندما جاء من الشام، وكان أهلها صاموا واختلفت الرؤية في المدينة". وروي عن كريب قوله "قدمت الشام واستهل رمضان وأنا بالشام، فرأينا الهلال ليلة الجمعة، ثم قدمت المدينة آخر الشهر، فسألني ابن عباس: متى رأيتم الهلال؟ فأخبرته، فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه، فقلت: ألا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال :لا، هكذا أمرنا رسول الله". واسترسل الفقيه بأن حتى في الصلوات هناك اختلاف معروف في الأوقات، فعندما يصلي المغاربة العصر يكون أهل السعودية قد دنوا من صلاة المغرب مثلا، مؤكدا أن تلك الفتوى من الأمانة العامة للأزهر تؤشر على جهل مطبق، كما أنها لا تصدر من ذي علم" وفق تعبيره. ولفت الزمزمي إلى أن الفتوى المصرية الجديدة بخصوص بطلان احتفال المغاربة بعيد الأضحى، قد تكون تحمل في طياتها هوى سياسيا، بالنظر إلى العلاقات السعودية المصرية التي توجد على أحسن ما يرام، كما أنهد قد يكون فيها منافع لجامع الأزهر". وكان أمين عام الفتوى بالأزهر قد أكد أخيرا أنّه "كان يتوجّب على المغاربة أن يأخذوا في الحساب الفلكي للسعودية، وهو أولى من انتظارهم رؤية الهلال، طالما أنّهم يشتركون في جزء من الليل مع السعودية". وسجل الزمزمي السياق الزمني الذي جاءت فيه هذه الفتوى المصرية، ولماذا لم يتم الحديث عن هذا في سنوات خلت"، مبرزا أن مصر سبق لها أحيانا أن احتفل أهلها بالعيد متفاوتا عن يوم العيد في السعودية، فهل كان احتفال المصريين حينها باطلا أيضا" يسأل الزمزمي.