قدمت البلجيكية من أصل مغربي بيتي الباتول أول رواية لها خلال ندوة عرضت خلالها فحوى مؤلفها "شقائق النعمان في فصل الشتاء لم لا" الذي تستعرض فيه تجربتها الخاصة لاستلهام المرأة. عاشت الباتول كما تروي في كتابها حياة جد قاسية، حيث تعرضت منذ طفولتها إلى الاضطهاد والتمييز لكونها جاءت من زواج مختلط بين أب مغربي وأم بلجيكية. تروي الكاتبة أن معانتها بدأت حتى قبل مجيئها إلى هذا العالم باعتبار أن والدها لم يكن يرغب في ذلك الحمل، وأن والدتها سعت جاهدة لإجهاضه. بالإضافة إلى تعرضها للتحرش والاعتداء الجنسيين منذ سن الرابعة. أدى بها كل ذلك إلى الانغماس في الخمر إلى أن وصلت إلى حد "حالة عدم التفكير"، كما أقدمت مرتين على الانتحار. وبعد تجارب قاسية مع بعض الرجال، التقت الباتول ذات يوم من شهر أبريل من العام 1993 رجلًا يدعى باسكال، وهو الذي سيكون له أثر محوري في حياتها؛ كونه منحها القيمة التي تستحق بعدما كانت تحس بأنها معدومة الوجود في نظر الرجال لسنوات عديدة. وعن الدافع الأساسي الذي جعلها تدون سيرتها الذاتية قالت الباتول في حديثها لمغاربية "إن العامل الرئيسي الذي دفعني لإصدار تلك الرواية هو وجود عدد كبير من النساء اللاتي تخضعن للعنف بشتى أنواعه، إن الهدف من ذلك الكتاب هو القول لهؤلاء النساء بإمكانية الخروج من ذلك الوضع وبناء حياة جديدة رغم كونها مسألة غير سهلة، إلا أنها تبقى ممكنة مثل وجود شقائق النعمان في فصل الشتاء. إن الأمل هو ما يدفع بالمرء إلى الأمام وكما يقال "طالما هناك حياة هناك أمل". وأضافت "إن الأمل هو مفتاح الطريق التي تؤدي للسعادة، لدي الآن ذلك الأمل وأريد تمريره للناس رغم كونه لم يكن بحوزتي في السابق، عشت في وقت معين في ظلمة اليأس. لكن كانت تلك الشعلة التي بداخلي لم تنطفئ بعد، وكان يجب العمل على إشعالها من جديد للخروج من تلك البقعة السوداء". وقالت خديجة سرسار المتخصصة في مجال التواصل لمغاربية "إن تلك الرواية ذات أهمية كبيرة باعتبارها تتحدث عن المرأة التي خضعت للعنف، إن التعرض للعنف قضية كونية ومن المعلوم العدد الكبير من النسوة اللاتي تعانين من تلك الظاهرة". وأضافت "إنها رواية تسرد شهادة امراة عانت لمدة طويلة، لكنها استطاعت أن تولد من جديد وتمكنت كذلك من إيجاد وضع جديد لها داخل المجتمع. إنها شهادة تحمل خطابا يتسم بالإيجابية والكثير من الأمل للنساء اللاتي تعشن نفس الوضع. إن الرواية لا تخاطب المرأة فقط بل الرجل كذلك، ذلك الرجل الذي يصب عنفه على المرأة، وذلك الذي سيرتبط يوما ما بامرأة، ما يجب التركيز عليه هو كل ذلك الأمل والصفاء وإلى تلك الحياة الثانية التي عاشتها الباتول". وأضافت سرسار "إن ما أثارني في تلك المؤلفة هو أن في الوقت الذي لا يقوم فيه البعض إلا بالشكوى من أوضاعهم نجد امرأة تطلق طاقة إيجابية عرت عن نفسها لكسوة جميع الذين يعانون عبر الدعوة إلى التحلي بالشجاعة والتشبث بالأمل". *موقع مغاربية