استعادة الأمل للنساء المعنفات، هي محور رواية "زهرة الخشخاش في الشتاء؟ لما لا" للروائية البلجيكية من أصل مغربي بيتي باتول، التي قدمتها يوم الخميس الماضي بفيلا الفنون بالرباط. مأساة طفولة "هذا الطفل الذي بلغ سن الرشد مكسورا إلى ألف قطعة، استطاع أن يعيد بناء سعادته وحماسته الطفولية"، تقول الروائية البلجيكية من أصل مغربي لمسامعيها، بعينين متألقتين تملؤهما السعادة والحيوية. رواية بيتي باتول تخط سيرة ذاتية مؤثرة حول الخطوات الصعبة الأولى لطفلة تعرضت للاغتصاب، ومسيرتها، كفتاة تتآكلها الرغبة في الحياة، إلا أنها تمكنت من التخلص من انعكاسات كل ذلك، واستطاعت بناء حياتها، بل وتملكت الجرأة للحديث عن الطابوهات، حول الإساءة للأطفال، حول العنف الزوجي والأمراض الاجتماعية الأخرى التي تستهدف بشكل كبير هذه الشريحة وتجعلهم يعانون في صمت. في فصل "ليس من السهل أن تكون فتاة صغيرة"، وهو من الفصول الأولى لهذه السيرة الذاتية، تسترجع هذه الفتاة ذكريات مؤلمة عن المداعبة الخادشة للحياء التي تعرضت لها دونما مراعاة لضعف طفولتها، وتعرضها للاستهزاء من طرف زملائها في الدراسة جراء أصولها وإعاقتها. "ماذا يمكن فعله حينما يريد وحش الغول التهام طير صغير يرغب في الطيران ؟" تساؤل طرحته الروائية من خلال مشهد يجعلها تتذكر لقائها الأول مع التعنيف. وهي مراهقة، راودها شيطان الانتحار. أصبحت تعاني من وحدة قاتلة دفعتها الى الإدمان الى الكحول بعد أن تخلى الجميع عنها، هي التي اعتقدت انه بمقدورها الآن تأسيس عائلة والعيش في حياة هادئة، وعندما أصبحت أم، صدمت بواقع جديد، لكنها تشبتث بحلمها، الحلم المشروعة في تأسيس عائلة، حلم كان يبدو أنه من المستحيل تحقيقه، لكن ليلة من ليالي أبريل، كانت في الإنتظار لتشكل منعطفا مهما في حياتها. وأخيرا حصلت على السعادة أكدت الروائية بيتي باتول للصحافة أن "هذه الرواية هي قبل كل شئ شهادة تؤكد لجميع النساء اللواتي تعانين جراء ما تعرضن له سابقا، بأنهن سيحصلن على السعادة الموجودة فعلا ". وتندرج رواية "زهرة الخشخاش في الشتاء؟ لما لا" ضمن سلسة طويلة تدعو جميع الناس الى التشبث بالأمل في مواجهة التحديات، كما هو الشأن بالنسبة لزهرة الخشخاش التي تنمو في الشتاء . هذه الرواية التي حصلت على جائزة "كوندورسي ` آرون"، تروي في جزئها الثاني بصيغة المفرد، حياة تحولت من ظلام دامس الى نور النعيم، وهي مثال للأمل والتسامح والتشبث بالحياة.