لا شك أن هناك خلطة غريبة في هذا العنوان ، لكن القاسم المشترك بين تواجد الكسكس والأمليط في فضاءات المريخ هو الشهرة والمنحى العالمي الذي سارت في مساره دولتان ، دولة يحتفي بها الإعلام العالمي لوصولها إلى كوكب المريخ بإمكانات ذاتية وأقل تكلفة وبين دولة أخرى سخرت سابقا عشرات الطباخين ومئات الكيلغرامات مما تجود به الأرض المعطاء من خضرولحوم وغيرهما لتحقق سبق عالمي بخصوص أكبر قصعة كسكس أو أكبر مقلة أومليط في كوكب الأرض. ولعل المقارنةغريبة وبعيدة جدا بين التكنولوجيا الكسكسية الأومليطية وبين التكنولوجيا الفضائية ، فتسويق ذلك الوهم المتعلق بإنجاز أكبر أومليط في العالم هو من قبيل فوز مفترض لعداء يقف في مضمار للعدو وحيدا وينطلق بتثاقل السلحفاة وفور اقترابه من خط الوصول يدخل والسعادة الوهمية تغمره وهو يلوح بيديه إلى جماهير وهمية أيضا قد تكون كراسي وأطياف حواجز وزانات تؤثث الميدان المقفر.. نعم إنه التنافس البعيد عن الركب..؟؟؟ لكي تكون رائدا عالميا في علم الأومليط ماعليك إلا انتظار اليوم العالمي للبيض لتحسيس المواطنين بأهمية البيضة في حياة الإنسان ودورها الفعال في بناء الإنسان وتقوية الأجيال، وبالتالي احجز عشرات الطباخين وعدد وفير جدا من البيض والزيت والملح ومقلاة عملاقة ، ذات خمسة أمتار، وانتظر نضج الوصفة ، ثم فرق ربعها على المساكين والق ماتبقى في الأزبال التي تؤثث المكان...لكن حذار ثم حذار أن ترصد الأقمار الاصطناعية خارج الغلاف الجوي تفاعلات البيض وزيت المائدة وكلوريد الصوديوم ..فيخال سيد ذلك القمر أنك بصدد إجراء اختبارات علمية دقيقة لغزو الكواكب والنجوم فيصوب نحو مركز التفاعلات الكيميائية*المقلاة المسخرة* إحدى صواريخه الباليستية العابرة للقارات عقابا على التفاعل الأمليطي العجيب. وكي تكون رائدا في ذرات التكنولوجيا الكسكسية ماعليك إلا الإجهاز مجددا على آلاف الكيلغرامات من الكسكس وعشرات الخرفان والدجاج،وتلك كانت الوصفة السحرية لإنجاز كبيريتعلق بأكبر طبق كسكس في العالم بمدينة أكادير،وقد تم وضع 750 كلغ من مختلف أنواع الخضرفوق الطبق الكسكسي العالمي ومن غرائب الصدف أن هذا هو وزن المسبار الأمريكي فوياجر1 بالتقريب حيث يزن 722 كلغ وقد أطلقته نازا سنة1977 من فلوريدا لدراسة أحوال المجموعة الشمسية،فشتان بين وزن العلم الفضائي الدقيق وبين كيل الإنجازات الوهمية في كتاب غينس لأرقام الكيلو . إننا هنا في هذه المقارنة الفضائية لا نتحامل على الأدمغة المغربية التي تنتج خارج الحدود في مجال الأبحاث والعلوم ونبخس إنجازاتهم وأدوارهم الطلائعية حيث تلتقطهم أمريكا واليابان وفرنسا وألمانيا كأيقونات متلألأة في علوم الفضاء ، وإنما ننتقد ونحفز سمع من به صمم ،وهنا نسوق مثالا بالمغربي كمال الودغيري الذي كان عضوا في الطاقم المشرف على هبوط مركبتين فضائيتين على سطح الكوكب الأحمر وأيضا الشابة المغربية أسماء بوجيبار ذات 27ربيعا التي التحقت هذه السنة بوكالة الفضاء الأمريكية نازا،وكذلك الشاب الدكتور رشيد عمروس، المهندس المغربي والعربي الوحيد في وكالة الفضاء اليابانية. إن المغاربة يشجبون ثقافة السعي وراء الإنجازات الوهمية وتسويقها والدعاية لها والتي يقابلها تغييب الاحتضان القطاعي للمخترعين المغاربة ..وفي هذا الباب نجد المخترع الشاب ع الله شقرون الذي ابتكر حوالي35 اختراعا غالبيتها في القطاع العسكري يقول في حوار له مع هسبريس أنه تعرض لإغراءات كثيرة من الدول العظمى لكن لم يرد أن يدير ظهره لوطنه رغم تنكر الوزراء في هذا القطاع لتضحياته وابتكاراته التي تلقى كل الإشادة والاستحسان الدولي. [email protected]