لم أختر في زيارتي أو في عطلتي من حواضر فوق الكرة الأرضية سوى مدينة.. من خلال هذه الخربشات, أعزي نفسي وساكنة مدينتي الصغيرة بداخلها قرية كبيرة في الجريمة البشعة التي يخجل القصراوي أن يصدح ب .. لتقطع يد من فكر وصمم لمدينة على وشك ان نسميها يتيمة الدهر لم أختر في زيارتي أو في عطلتي من حواضر فوق الكرة الأرضية سوى مدينة { أو قرية كبيرة ,وليست بعيب } مترامية بين جبال وهضاب وسهول, قابعة بين المدن , باعتبارها مدينة أو قرية كبيرة حظيت بحب كبير. تصنف حسب مادة الجغرافيا بأنها من شمال غرب المغرب. في صيف 2014 تتالت رحلتي كمثيلتها للفوز بما يحمل وهج شمسها من مواصفات, لا تقل جمالا عن الفصول الباقية. في كل زيارة, كنت اصطدم بهبوب رياح بدون هوية, تعم مدينة صغيرة بداخلها قرية كبيرة كما يحلو لي حاليا ان اسميها,هذه الرياح تزرع مخالب أشواكها ومسامرها, مخلفة ما تخلفه زوابع { تسونامي } وحين أسأل دوي الخبرة , يقولون لي.. إنها هياكل بدون عظام تتحرك في وسطنا كما الأشباح, وسوف يعم معها الخير والبركة, كما يقولون كما يقولون كما يقولون كما يقولون.. أتأمل جغرافية مدينتي فيما مضى قبل أن تشوه بكرتها.. طرق مسفلتة..نظيفة .. متاجرها ومقاهيها .. أناسها و أهلها.. المارين فوق أرضها وزوارها..الساهرين في لياليها و نهارها على سلامتها..حدائقها وجوامعها.. ملاهيها ومنتزهاتها و مسارحها.. تنام وتستيقظ في هناءة وراحة, وعمرو و زيد يمشيان في زقاقها و شوارعها كمروحة لا تصطدم مع/شمكار/ولا سارق البورطابل/ كل ذلك, كان من اجل سلامة الساكنة, يشارك فيها رجال الأمن والمواطن على السواء, حتى ماسح الأحذية مع احترامات لمهنته الشريفة, كانت مكانته في قلوبنا. مثقفوها كان يجمعهم كتاب واحد, لقلة تواجد الكتب, يصول و يجول بين طلاب الثقافة من بيت الى بيت,ثم يعود الى صاحبه حاملا معه بصماتهم. قلت.. يجمعهم كتاب واحد ..عند مكتبة جامعة.. حول مائدة قارة..بداخل صالون متواضع , دائم للحوار, يشرف عليه استاذ او طالب. ويغيب الماضي الجميل..وكست العظام لحما..وفيتامينات الفواكه والخضروات على كل الملامح,وتطفو فوضى تفتقد الفهرسة, وهي كما نراها اليوم تتناسل كتناسل { البقْ والبرغوث } تغزو مدينتي أو قريتي الكبيرة من أعلاها الى أسفلها, لتشمل كل ما هو جميل . قريتي الكبيرة و مدينتي الصغيرة , تطوقها مأساة القرن.. ماذنب أشجارها و نخيله ؟؟؟؟؟ , اللهم اذا كان احد اعيان قريتي القصروية يريد أن يدخرها لما هو قادم من البرد, وهو موضوع نحيله على أهل الرأي والحكمة.ولَوْ..ان الله اوصانا على رعايتها ولو في الحروب. أتعدي على الطبيعة جريمة, وأتمنى ان يكون درسا أو شعارا يبتدئ به كل مربي لبراعمنا كمادة اضافية كل صباح ليستوعب الجيل القادم مامعنى / الشجرة/ وتأسيس جمعية أصدقاء الطبيعة محليا لا محالة . ومرة أخرى سألت أحد ضيوف قريتي الكبيرة /مدينتي الصغيرة/ : أراك تفترش الأرض, وتأكل العنب والصبار والبطيخ, وترمي بقشورها من حولك.. أنت تُضرُّ بالطبيعة وعدوها .. رد علي بتهور: أن كل حبة من صبار أو بطيخ تعطي ثمارها وان كانت مرماة على الإسفلت. تكدس الباعة /فوق/و/تحت/و/وسط/و/عرض/ و /طول الشوارع والأزقة كتكدس بضاعتهم بجانب القمامة, تعودت عليه الساكنة, بخلاف من له اربعة أعين, وغيرة . سائقو طاكسي الأجرة , بعضهم , واقول بعضهم..لا أحد يتطاول لسانه عليهم..يقولون في جملتهم ,بلهجات مختلفة :في القصر الكبير, / حق الأسبقية كلام فاض / { خلّي بيضاوى ورْبَطيين يطبقوها بَعْدا . ثمَّ ماذا ؟؟؟ توقيت انطلاقة القطار من مدينتي القصروية الى مدن وقرى , لا يتطابق والتذاكر التي يتسلمها المسافرون, خصوصا خط طنجةفاس, وكاتب هذا المقال احد ضحايا همجية توقيت حضور القطار وانصرافه . التذكرة تقول : الساعة العاشر, انطلاقة القطار من القصر الكبير المتوجه الى فاس. القطار حسب / مزاكه / يحضر في وقته المحدد, أو يتأخر عن موعده { مَسُوقْ حتى واحد } ويرد باستنكارموظفوه : حضور القطار بساعة وربع قبل موعده ليس مشكل.{ خلي ديكْ شي للأوروبيين} طامة كبرى..لم تعرف مدينتي تزوير سندات الملكية كما تفشت الآن بين من يعنيهم الامر لتصبح مملكتهم. أحياناً أُكذب بصري وحَوْصَلَتي, وألوم الحافلة أو القطار, حتى قدماي التي حملتني في لحظة خطأ أو سهو, فأسأل المارة: هل هذه هي المدينة او القرية , صاحبة القلب الكبير..النابض بعفوية ؟؟ هل هذه هي الأرض التي يقصدها كل من سعى لشمسها ورمَّانها وفواكهها والتبرك بمعالمها وزاويتها وتواريخها و أُناسها ؟؟ أم سفري هذا يجرني لأزور بقايا متحف, سلبت منه ثقافته عن بكرة ابيه, وسمحت لكل من دب وهب أن يصول و يجول بنفاياته وفوضوياته, { وتْشرميلاته }. لا المدينة ردت على سؤالي.. لولا رد الصم والبكم بالإشارة تحفظاً. ربما كان أهل المدينة يمرون بمرحلة حزنهم على سفك دماء نخيل مكان مقدس . لكن ..على مدّ النظر, آمل, و أرتقب عما قريب, أن ينهال الرذاذ بغزارة ويشمل كل أطراف القرية الكبيرة او المدينة الصغيرة القصروية, حتى يمدها بورق و أقلام , لتصح وتعيد النظر في هندسة جغرافيتها, وتعيد لها ثوبها البراق, كثوب ملكة سبأ وهي تدخل قصر سليمان . - كاتب مهجري