مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك تدب حركة غير عادية في أسواق مدينتي طانطان والوطية ومحلات بيع الثوابل والمكسرات والعطور حيث يفد المواطنون بكثرة للتبضع واقتناء ما يحتاجونه من توابل وبهارات وقطان ومستلزمات أخرى لا غنى للأسر الصحراوية عنها في هذا العيد الفضيل. بدورها تشهد أسواق بيع المواشي حركة دؤوبة حيث يفد سكان المدينة والمدن والمناطق المجاورة لها بأعداد كبيرة لاقتناء الأضاحي سواء تعلق الأمر بالخرفان أو الأبقار أو الإبل، نظرا للشهرة التي اكتسبتها أسواق المدينة لجودة الأضاحي المعروضة بها وأسعارها الجيدة والمناسبة. وأكد السالك، موظف بإحدى الإدارات العمومية بالإقليم، أن أهل طانطان وسكان الصحراء عموما يحرصون أشد الحرص على اقتناء أجود الأضاحي عملا بالسُّنةوتعظيما لشعائر الله، سيرا على نهج آبائهم وأجدادهم الذين كانوا يعظمون العيد الفضيل ويعتبرونه مناسبة للتقرب إلى الله وفعل الخير. وأضاف أن عادات ساكنة طانطان بمناسبة حلول العيد تشمل أيضا اقتناء الرجال لجلابيب و"دراعيات" جديدة واقتناء النساء والفتيات قفاطين و"ملحفات" حديثة الصنع، والعطور والبخور بمختلف أنواعها، فضلا عن اقتناء ملابس جديدة للأطفال الصغار لسرم البهجة والسرور على شفاههم . وعن عادات وتقاليد أهل طانطان يوم عيد الأضحى ، تقول الحاجة مينة ذات ال 65 عاما: "يوم العيد يكتسي خصوصية بالغة حيث تستيقظ الأسرة بكاملها حوالي الساعة السادسة صباحا ليؤدي الجميع صلاة الصبح، ويلبس الرجل والنساء أجمل الثياب ويتطيبون بأحلى العطور ليتوجهوا في جو من الخشوع إلى المصلى لأداء صلاة العيد والاستغفار وذكر الله، وما أن تنتهي صلاة العيد حتى يتبادل الناس التحية والسلام ويتبادلوا التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الغالية ". وتابعت الحاجة مينة أن وجبه الفطور تلي مباشرة صلاة العيد، حيث يلتئم جميع أفراد العائلة رجالا ونساء ويتناولون الشاي وأصنافا شتى من الحلويات والمكسرات، فضلا عن العسل وزيت الأركان اللذين لا تكاد تخلو منهما موائد الإفطار الصحراوية، مشيرة إلى أنه فور الانتهاء من الفطور تبدأ الاستعدادات على قدم وساق لعملية ذبح الأضحية التي تتم بحضور جميع أفراد العائلة كبارا وصغارا في جو احتفالي مميز. وعن أهم الأطباق التي تعدها الأسر الطانطانية خلال العيد، أوضحت زهرة، وهي ربة بيت، أن نساء طانطان يحرصن بهذه المناسبة على إعداد عدد من الأكلات والأطباق الشهية التي ورثنها عن أمهاتهن وجداتهن تتمثل بالخصوص في الكباب المشوي و"التقلية" والشواء واللحم بالبرقوق الذي يقدم في وجبة غذاء ثاني أيام العيد مع كؤوس من الشاي الصحراوي الأصيل. وأضافت زهرة أن "جل الأسر تخصص ثالث أيام العيد لزيارة الأهل والأحباب وتبادل أطراف الحديث معهم، واستقبال الزوار الذين يفدون من مناطق بعيدة، وذلك جريا على عادة المصطفى صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح في مثل هذه المناسبات". وأشارت إلى أن العديد من الأسر وفاعلي الخير بالإقليم ينتهزون حلول العيد للتنفيس عن اليتامى والأرامل والمحتاجين والفئات المعوزة ورسم البسمة على شفاهها حيث يكثرون من الصدقات ويقدمون لهم مساعدات عبارة عن مواد غذائية أساسية وأطعمة وألبسة، ومساعدات نقدية. وأضافت زهرة أن المحسنين بالإقليم لا يقتصرون فقط على الإحسان إلى الفقراء وتوفير الطعام والشراب واللباس لهم، بل يقومون، مشكورين، بزيارة الأرامل والعجزة والأطفال المتخلى عنهم والمرضى أمراضا مزمنة للاطلاع على أحوالهم وإدخال البهجة والسرور على قلوبهم ومساعدتهم قدر الإمكان. * و.م.ع