أكثر من نصف المغاربة يعارضون "فصل الدين عن الدولة"، هذا ما كشفت عنه دراسة تعتبر هي الأكبر من نوعها في العالم العربي، والتي أنجزها المركز العربي للأبحاث والسياسيات بالعاصمة القطرية، والذي يشرف عليه المفكر العربي عزمي بشارة. وشملت الدراسة 14 بلدا عربيا، وتم استجواب أكثر من 26618 شخصا في مختلف هذه الدول، بمن فيهم المغاربة الذين أكد 58 في المائة منهم أنهم يعارضون فكرة فصل الدين عن الدولة، في حين قال 26 في المائة من المستجوبين إنهم يوافقون على ضرورة فصل الدين عن الدولة، بينما قال 12 في المائة أنهم لا يعرفون أي النظامين هو أفضل للمغرب. وفي المقابل ظهر التونسيون من خلال هذه الدراسة كأكثر المواطنين العرب قبولا لفكرة فصل الدين عن الدولة، حيث قال 71 في المائة منهم إنهم يؤيدون بشدة علمانية الدولة، وألا يكون هناك علاقة للدين بتسيير شؤون الدولة". وأظهر الاستطلاع أن المغاربة غير راضين عن الطريقة التي تستغل بها الدولة من أجل تمرير خطاباتها وسياستها، وكيف يتم استغلال منابر الجمعة للتسويق لعدد من المشاريع التي تطلقها الدولة، حيث عبر 79 في المائة من المغاربة عن معارضتهم لاستخدام الدولة للدين من أجل الحصول على تأييد الناس لسياساتها، في حين أن 14 في المائة فقط من المستجوبين من أيدوا طريقة تعامل الدولة مع الدين. وجاء المغاربة في المرتبة الثانية بعد التونسيين من حيث رفضهم لاستغلال الدين في السياسة، حيث عبر 84 في المائة من التونسيين عن رفضهم لهذا الخلط الذي تتعمده الدولة في الكثير من الأحيان بين الدين والسياسة. وتكشف الدراسة أن موجة التكفير التي انتشرت في المغرب خلال الآونة الأخيرة وكان من ضحاياها مفكرون ومثقفون مغاربة، قد خلفت موجة رفض لدى المغاربة، حيث قال 69 في المائة من المستجوبين إنه "لا يحق لأي أحد تكفير أي شخص ينتمي لدين آخر"، وقال 18 في المائة بعكس ذلك. وعلى الرغم من أن تجربة حكم الإسلاميين لم تكتمل في العديد من الدول العربية، إلا أن هذا لم يؤثر على نظرة المواطن العربي للشخص المتدين، بل ارتفعت ثقة المواطن العربي في الأشخاص المتدينين، حيث صرح 38 في المائة من المستجوبين أنهم يفضلون التعامل مع أشخاص متدنيين. وارتفعت هذه النسبة مقارنة مع سنة 2011، وهي سنة اندلاع الربيع العربي حيث كان 26 في المائة فقط من المواطنين العرب من يفضلون التعامل مع أشخاص متدينين، في حين أكد 52 في المائة منهم أنه "لا فرق لديه بين شخص متدين أو غير متدين".