تكريسا للميثاق التأسيسي الذي اختارته منذ تأسيسها، والداعي إلى مغرب علماني، طالبت الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة في مؤتمرها الرابع، الذي انطلقتْ أشغاله بعد عصر اليوم بالرباط، بمغرب "علماني متنوّع ومتعدّد يضمن الحقوق والحريات لمواطنيه". الشبكة، التي تتخذ من بين أهدافها الكبرى عَلمنة المجتمع المغربي، بما يُفضي إلى فصل الدين عن السياسة، اختارت لمؤتمرها الرابع الذي يحضره خمسون مؤتِمرا ومؤتمرة، شعار "نضال مستمر من أجل مأسسة الأمازيغية في مغرب ديمقراطي علماني متعدّد ومتنوّع". وجاء اختيار الشعار، حسب أحمد التيجاني الهزاوي، الذي تلا الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، "رغبة منا في أن نطالب من خلال هذا الشعار بمؤسسات قوية تضمن الحقوق وتحمي الحريات"، وأشار المتحدّث إلى أنّ وزارة الداخلية منعتْ الشبكة من إشهار الشعار في الفضاء العمومي. وحملت الكلمة الافتتاحية انتقاداتٍ للدولة وللحكومة، بخصوص تعاطيهما مع قضية اللغة الأمازيغية، فعلى الرغم من ترسيم الأمازيغية لغة رسمية في دستور 2011، إلى جانب العربية، إلّا أنّ الكلمة الرسمية لمؤتمر الشبكة اعتبرتْ أنّ "وضعية الأمازيغية ما بعد دستور 2011 لا تختلف عن السابق". في هذا الصدد قال رئيس الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة أحمد أرحموش، في كلمة مقتضبة، إنّ الأمازيغية "لم تبلغ بعد ما نطمح إليه"، وأضاف "وضعية اللغة والثقافة الأمازيغية ما زالت تعرف تراجعا إلى الوراء"، لافتا إلى أنّ المؤتمرين سيتداولون حول مستقبل الأمازيغية وسبل الدفع بها إلى الأمام. وعلى الرغم من اعتبار أحمد التيجاني الهزاوي في الكلمة الافتتاحية الرسمية للشبكة أن ترسيم الأمازيغية في الدستور كان مدخلا أساسيا للمصالحة مع الأمازيغية، إلّا أنّه عادَ ليُؤكّد أنّ هناك "غياب إرادة سياسية للتحوّل نحو عدالة لغوية في المغرب"، وفق تعبيره. وشنّت الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة هجوما لاذعا على الحكومة، مُتهمة إياها بإغراق الترسانة القانونية بنصوص قانونية تُقصي الأمازيغية في عدد من المجالات، ومنها المجال الإعلامي، وفق ما جاء في الكلمة الافتتاحية، وقال التيجاني "وزراء الحكومة يتسابقون لإصدار نصوص قانونية لعرقلة الأمازيغية". انتقادات الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة طالتْ أيضا عددا من المؤسسات الرسمية، مثل المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الذي قالت الشبكة إنّه يعرف ارتباكا تنظيميا، "ولم يقدّم ولو مبادرة واحدة لتخفيف الوطأة عن الأمازيغية، ولا يتوفّر على رؤية في هذا الصدد"، حسب ما ورد في الكلمة الرسمية للشبكة.