يستمد محمد بلقاضي، شهرته كمصمم أزياء، بمنطقة سوس من اختياره من طرف الفنانة الأمازيغية الشهيرة فاطمة تابعمرانت، كمصمم للباسها، الذي تقابل به جمهورها في جميع المهرجانات والمناسبات الفنية، التي تؤدي خلالها أغاني تراثية من الفن الأمازيغي. ويقول بلقاضي للأناضول، إنه استمد أفكار الأزياء التي يصممها لعامة نساء القرية التي يقيم بها "إدا وسملال" من تراث المنطقة، قبل أن يضيف إليه بعض التحسينات، لكنه بالمقابل قد يصمم أزياء خاصة، حسب طلب زبوناته. "اللباس الخاص بالفنانة تابعمرانت، أصممه وفق ما تقترح علي من أفكار، وهو لا يرتبط بلباس قبيلة معينة، وإنما لباس خاص بها، يرتبط أساسا بذوقها، وبعض الاجتهادات التي أقترحها عليها" يشرح بلقاضي. فعادة، تتميز القبائل الأمازيغية بالمغرب، وخاصة بمنطقة سوس بارتداء نسائها وفتياتها لباسا خاصا بكل قبيلة، وقرية، بشكل يجعل أهل المنطقة يتعرفون على قبيلة المرأة من لباسها، سواء تعلق الأمر باللباس اليومي، أو اللباس الخاص بالمناسبات. وبهذا الصدد يقول بلقاضي "يمكنني أن أعرف كل امرأة من أي قبيلة وقرية، من خلال اللباس الذي ترتديه، فعادة نساؤنا لا يقبلن أن يرتدين الزي الرسمي لقبيلة أخرى، وحتى بعد تصميم أزياء جديدة خاصة بالمناسبات والأعراس، فإن هناك ما يميز عادات كل قبيلة على مستوى طريقة اللباس، والتزيين". التجول بقرية "إدا وسملال"، التي يقيم بها بلقاضي، وفق ما عاينه مراسل الأناضول، يجعل الزائر يكتشف أن جميع النساء يرتدين تنورة سوداء، وقميصا أبيض، وهو الزي الرسمي للقبيلة، لا تغيره السيدات بالقرية إلا عند حضور مناسبة معينة، من حفلات وغيرها، وفق ما يشرح بلقاضي. ويتميز لباس المناسبات بالمنطقة بلونه الأحمر، وتطريز ملون، يقولمصمم القرية، إنه استمد شكله من التراث المحلي، قبل أن يضيف إليه بعض التغييرات تحمل بصمته. يقول بلقاضي "نقوم بإعداد كميات كبيرة من الزي اليومي، وزي الحفلات، بورشتنا، حتى نستجيب باستمرار لطلبات نساء وفتيات القبيلة." ورشة بلقاضي، لا يتوقف بها العمل، طوال أيام الأسبوع، كما يؤكد عزيز السملالي، أحد العاملين بها، لتتمكن جميع فتيات ونساء "إدا وسملال" من ارتداء زي القبيلة، الذي أصبح عنوانها، أينما حلت بناتها. *وكالة أنباء الأناضول