أكد عبد الواحد بيروك، مسؤول مصلحة الإنذار وتدبير الأزمات بالمعهد الوطني للجيوفيزياء، أن المعهد التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، ساهم خلال السنوات الأخيرة في إقامة نظام للإنذار المبكر بأمواج التسونامي، بشكل مكنه من قطع أشواط مهمة في إقامة نظام وطني للرصد والإنذار. وجاء تأكيد الخبير المغربي في سياق افتتاح أشغال ورشة إقليمية، اليوم بالرباط، حول "الإنذار المبكر بتسونامي والتدخل السريع في المحيط الأطلسي الشمالي الشرقي، والبحر الأبيض المتوسط والبحار المتاخمة له". وأفاد بيروك أن "هذه الجهود والتحركات أملتها مجموعة من الحقائق والمؤشرات التاريخية والعلمية ودراسات النمذجة العددية، والتي أكدت أن المغرب ليس بمنأى عن التعرض لخطر المد البحري"وفق تعبيره. ولفت الخبير المغربي إلى أن "تسجيل كثافة سكانية عالية على طول السواحل يشكل من جهته عاملا يزيد من خطورة الآثار المدمرة التي قد تنجم عن التعرض لمثل هذا المد البحري". وبين المتحدث أن إقامة نظام للإنذار المبكر بأمواج تسونامي بالمغرب يتم بالتنسيق مع النظام العالمي للإنذار بأمواج التسونامي، ومع الدول الرائدة في هذا المجال، بشكل يمكن المركز من التوصل في الوقت المطلوب بالمعطيات المتعلقة بالزلازل ومستوى البحر بالمنطقة. وكشف المتحدث أن المعهد الوطني للجيوفيزياء يعمل حاليا على توسيع الشبكة الوطنية لرصد الزلازل، من خلال إنشاء محطات جديدة وتجهيزها بمعدات رقمية من الجيل الجديد، بتنسيق تام مع مراكز إقليمية ودولية لرصد حركة الزلازل في المحيطات، والتي يمكن أن تحدث موجات تسونامي. واستطرد بيروك أنه "من بين مشاريع المحطات التي توجد في طور الإنجاز، يجري التحضير لبدء العمل قبل متم العام الجاري بمحطة أكادير على المحيط الأطلسي، وأخرى بالسعيدية على البحر الأبيض المتوسط". وفي هذا الصدد وقع المعهد أخيرا اتفاق تعاون مع معهد "جوان ريسورتش سنتر"، التابع للمفوضية الأوربية، يهدف بالخصوص إلى تمكينه من الاستفادة من تفعيل رخصة تتعلق بتحليل المعطيات المتعلقة بالزلازل المتبوعة بمد بحري شمال الأطلسي وبالمنطقة المتوسطية، وإرسال الإنذار في الوقت المناسب.