"عشنا رعبا حقيقيا بسبب هجوم شباب صغار السن عاريي الصدور، وآخرين ملثمين يضعون أقنعة على وجوههم، وهم في حالة غير عادية، يحاولون الاعتداء علينا في القطار رقم 00140 الذي انطلق مساء الأحد على الساعة السابعة مساء، ويربط بين فاس والدار البيضاء. كانت هذه شهادة "يحيى" أوردها لهسبريس، وهو راكب شاء القدر أن يكون على متن القطار الذي تعرض لهجوم مباغث من طرف مشجعين شباب عقب مباراة الجيش الملكي ضد الرجاء البيضاوي، أمس، حيث روى تفاصيل ما عاشه الركاب من محنة نفسية وجسدية جراء هجوم وصفه بالوحشي. وقال يحيى "تفاجأنا في البداية من توقف القطار قرب محطة المحمدية على بعد حوالي كيلومترين، وبعد عشرين دقيقة من الانتظار قال لنا سائق القطار إن الطريق مقطوعة على مستوى المحمدية، وبأنه ينتظر عودة الوضع إلى حالته الطبيعية قبل استئناف المسار". وتابع شاهد العيان "بعد ساعة وبضع دقائق فتح الركاب أبواب القطار، لأن العديد من المسافرين عانوا من مشاكل وصعوبات في التنفس الطبيعي، فلمحنا قطارا قادما اعتقدنا لأول وهلة أن الفرج قد أزف، وبأنه سيحملنا إلى الأماكن التي نقصدها، غير أن الذي ينتظرنا كان فظيعا". "تفاجئنا بالقطار القادم مليئا بالعديد من الشباب عاريي الصدور، ومنهم ملثمون بأقنعة على وجوههم، وقد أشعل بعضهم جهاز إنذار الطوارئ، فتوقف القطار الثاني على مستوى القطار الذي يقلنا نحن الركاب" يورد يحيى سرد ما التقطته عايناه داخل القطار رقم 140. واسترسل روايته بالقول "عند مشاهدة الشباب وهم يتوجهون نحو القطار الذي نمتطيه حتى سارع بعض الركاب في الصياح بضرورة إغلاق الأبواب، فيما بدأت أحجار بحجم اليد يرشقها الشباب المهاجمون اتجاه القطار، فتكسرت عدد من نوافذه، كما أصيب ركاب بجروح في رؤوسهم وأكتافهم، وتكسرت أصلع أحدهم أيضا". "كانوا حوالي خمسين شابا نزلوا من القطار، وحاولوا ولوج القطار رقم 140 بكل وسيلة كانت، فحطموا زجاج إحدى النوافذ، وتيقن بعضنا أنها محطة الموت لا محالة إذا ما تمكن المهاجمون من صعود القطار، بسبب أنهم كانوا يحملون أسلحة بيضاء، وكانوا عازمين على إيذاء الركاب" يقول يحيى. وأردف الراكب الذي عاش "ساعة في الجحيم" بأن أحد المهاجمين استطاع الصعود للقطار، غير أن شجاعة أحد الركاب حالت دون دخوله، فتراجع إلى الوراء، قبل أن ينطلق قطارهم وقد عادوا إليه جميعا، فيما استأنف قطارنا رحلته حثيثا ليصل على محطة المسافرين بالدار البيضاء. يحيى يقول إنه ركاب القطار شعروا بالرعب ينتابهم جراء ما تعرضوا له من مشاغبي الكرة، مؤكدا أنه ليست الإصابات الجسدية وحدها التي وقعت خلال هجوم الشباب الذي كان يبدو في حالة هستيرية غير عادية، بل أيا الإصابات النفسية التي تجرعها ركاب بسبب مواجهتهم لشباب كان يمكن أن يلحقوا الأذى بالجميع. وكانت السلطات الأمنية قد تحدثت اليوم عن إصابة 7 أشخاص بجروح، من بينهم 3 عناصر من قوات الأمن واثنان من أنصار فريق الجيش الملكي، إثر أعمال شغب اندلعت على مستوى دوار البرادعة بعمالة المحمدية، عقب مباراة كرة القدم بين الرجاء البيضاوي والجيش الملكي. وبخصوص الأضرار المادية، أوضحت المصادر الأمنية أنه تم إحراق دراجة نارية خاصة بالشرطة، وكذا تكسير جميع النوافذ الزجاجية للقطار التي تقع في واجهة دوار البرادعة. ومن جانبه أكد المكتب الوطني للسكك الحديدية أن هذه الأعمال غير المسؤولة تسببت في خسائر مادية بأربعة قطارات وفي تعطيل حركة النقل السككي، بمعدل تأخير ساعتين بالنسبة ل15 قطارا.