تبدو حياة المدرب أوسكار فيلوني، أرجنتيني الجنسية والأصل ومغربي الهوى، كما يحلو له أن يصف نفسه، متغيرة لا تثبت على حال واحد تماما مثل مزاجه المتقلب، ومساره في تدريب العديد من النوادي المغربية التي لا يلبث أن يستقر مع إحداها حتى ينتقل إلى آخر، فلقبه الكثيرون "ابن بطوطة" الكرة المغربية. آخر الأخبار المتداولة بخصوص وضعية فيلوني أنه عاد من جديد ليتذوق طعم المعاناة الاجتماعية والنفسية التي باتت لا تفارق حياته في السنوات القليلة الأخيرة، حيث يوجد حاليا في وضعية إنسانية ومادية صعبة جراء الاستغناء عن خدماته كمشرف على تدريب الفئات العمرية بنادي "جوهرة الصحراء" بمدينة كلميم. وكان فيلوني قد التحق في شتنبر المنصرم بفريق جوهرة الصحراء بكلميم للإشراف على مدرسة لكرة القدم، براتب شهري لا يتجاوز 10 آلاف درهم، والذي اعتبره البعض لا يليق بمسار مدرب كبير لقبه الكثيرون بالمدرب الساحر لقدرته على تحويل النوادي التي يدربها إلى فرق ألقاب. وأفاد مصدر مقرب من أسرة أوسكار فيلوني لهسبريس أن المدرب الأرجنتيني يعاني الأمرين بسبب أنه فقد مورد رزقه كمشرف تقني على تدريب صغار النادي الصحراوي، علاوة على فقدانه لأثاث منزله الذي كان يقطن فيه، بعد أن صار "غير مرغوب فيه" من طرف النادي. وأورد المصدر ذاته، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن فيلوني يعيش في الوقت الراهن بين السندان والمطرقة، سندان الوضعية الاجتماعية التي يمر منها بعد أن وجد نفسه مرفوظا من طرف ناديه، ومطرقة حالة زوجته المريضة بداء السرطان الذي يستوجب تكاليف مالية واجتماعية كبيرة. واسترسل المصدر أن المدرب أوسكار يعيش أزمة إنسانية واجتماعية أقسى من التي حدثت له بالدار البيضاء، منذ فترة، عندما كان مهددا بالطرد من بيت استأجره له أحد مناصري نادي الرجاء البيضاوي في منطقة دار بوعزة، بعد أن عجز عن أداء الإيجار الشهري للبيت. وبعد مسار حافل بالإنجازات والألقاب رفقة العديد من النوادي المغربية والإفريقية، حتى صنفه البعض بأنه ثاني مدرب في العالم من حيث عدد الألقاب المحصل عليها، يجد فيلوني نفسه دون راتب قار، ولا تقاعد ولا أدنى وثيقة تمكنه وأفراد أسرته الصغيرة من الاستفادة من الخدمات الصحية. ورغم تعرضه لكل الأزمات المالية والمعضلات الاجتماعية والنفسية التي أصابته، فإن فيلوني لم يتبرم أبدا من المغرب الذي اختاره وطنا ثانيا له أحبه ومنحه من جهده ووقته، وساهم في تألق فرق مغربية على الصعيد الإفريقي والدولي، كما ورث ذات الحب ابنه الوحيد "جونيور"، والذي كان يضع اسمه على قبعته التي لا تفارق رأسه. جدير بالذكر أن فيلوني كان قد بدأ مهنة التدريب بالدار البيضاء سنة 1998، بعد أن فاز بمعية فريق أسيك ميموزا الأيفواري بلقب كأس إفريقيا، حيث حصل في موسمه الأول مع نادي الرجاء على لقب البطولة الوطنية وكأس إفريقيا، كما حاز في المواسم التي تلت على البطولة، وكأس إفريقيا، والكأس الممتازة، والكأس الأفرو أسيوية، وضمن للفريق أيضا المشاركة في كأس العالم للأندية بالبرازيل عام 2000.