أكد خطيب مسجد "محمد السادس" بمدينة الفنيدق، في خطبة اليوم الجمعة بحضور الملك محمد السادس، أن المواطنة إذا بنيت على أخلاق الدين، تزكو وتطيب بما يدخل عليها من ابتغاء رضى الله، ما يجعلها تدخل في أعظم ما عرضه الله على الإنسان، وهو الأمانة التي هي من أجل الصفات التي أكدها الإسلام وأمر بغرسها بين الأمة". وقال الخطيب إن المواطنة في حقيقتها هي شعور المرء بمسؤوليته وتبعاتها في كل أمر يوكل إليه، فيستحضر على الدوام مراقبة ربه الذي هو مطلع عليه، وذلك بتقدير جسامة المسؤولية المنوطة به ليؤديها على الوجه الذي يرضي ربه، بحسب موقعه وإمكاناته. وأورد خطيب الجمعة في هذا الصدد حديث النبي عليه الصلاة والسلام " كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده وهو مسؤول عن رعيته، والولد راع في مال أبيه وهو مسؤول عن رعيته، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته". واعتبر الخطيب أن "استشعار عبء المسؤولية والقيام بواجبها هو لب الإيمان" مضيفا أنه "بالعمل والجد والمثابرة يتحمل الفرد مسؤولياته، ويشارك في اتخاذ القرار ويدلي بالنصيحة التي تعتبر في الشرع من أساسيات التواصل والتكامل بين الراعي والرعية". واستطرد الخطيب أن "الإسلام ربى في أبنائه الإحساس بالقيام بالواجب، بدءا بولاة الأمور ومن ينوب عنهم، ومنهم العلماء ورثة الأنبياء، الذين يتحملون مسؤولية بيان دين الله، وكذلك مسؤولية الموظف في وظيفته، والعامل في مصنعه، والتاجر في تجارته، والمدرس في مدرسته، والطبيب في عيادته، والحرفي في حرفته". وأشار المتحدث إلى أنه بمراعاة كل هذه القواعد، التي اصطلح عليها في العصر الراهن بالحكامة الجيدة، يعرف كل واحد منا واجبه ويقدر مسؤوليته في موقعه، مذكرا بأن المسؤولية أشفقت من حملها السماوات والأرض والجبال، شعورا منها بثقلها وشدة حملها". وذهب الخطيب إلى أن المسؤولية تقتضي من المسلم أن يستجيب لما أوجبه الله عليه، وأن المسلم الحق هو من يؤدي مسؤوليته غير منقوصة ولا يتوانى في القيام بها، ولذلك حدد الإسلام المسؤولية في كل جانب من جوانب حياة الإنسان وبين درجاتها". ولم يفت الخطيب التأكيد على أن الملك بصفته أميرا للمؤمنين "يعد خير قدوة وأفضل أسوة لحمل الأمانة العظمى، والمسؤولية الكبرى التي تحقق للشعب نموه وازدهاره وتمكنه من جميع حقوقه، وتذكره بواجباته نحو وطنه وأمته" وفق تعبير خطيب المسجد.