تعود مليكة العرود، المغربية الملقبة ب "أم عبيدة" والتي توصف بكونها "أخطر امرأة في أوروبا"، لتظهر من جديد في الساحة البلجيكية وتثير جدلا يخص عزم القضاء البلجيكي سحب الجنسية منها لاعتبارها مدانة في قضايا تتعلق بالإرهاب وتشكل خطرا على الأمن القومي للبلد المنتمي للاتحاد الأوروبي. مليكة، التي ولدت بطنجة قبل 54 سنة والتحقت بأسرتها المهاجرة إلى بلجيكا بداية ستينيات القرن الماضي قبل أن تصبح ابنة البلد عام 2000، مهددة بفقدان حقوقها المدنية في بلجيكا بعد إحالتها على أنظار القضاء في بروكسيل من أجل سحب جنسيتها، إلى جانب "معتقلة إسلامية" أخرى من أصل روسي ومدانة في محاولة تفجير مبنى لصحيفة دنماركية سبق لها أن نشرت رسوما مسيئة للإسلام. وتوجد مليكة خلف القضبان، منذ العام 2010، بعد أن اتهمتها السلطات البلجيكية بتزعم خلية إرهابية تستهدف تجنيد مواطنين بلجيكيين للقتال في أفغانستان، حيث حكم عليها بالسجن لمدة 8 سنوات ونصف. ويصاحب هذا القرار جدلٌ في بلجيكا من ناحية سن قانون يتيح سحب الجنسية من مواطنين ثبت تورطهم في التخطيط أو المشاركة في تنفيذ عمليات إرهابية، أو من يشكلون تهديدا للأمن القومي، لاعتبار أن هذه التهم تلحق بالمعنيين بالقرار صفة الإخلاء بواجب الوطنية في البلد. من جانب آخر، يرى البعض في هذا القرار إجراء تمييزيا يستهدف الحد من أنشطة الإسلاميين في بلجيكا، خاصة مع ارتفاع عدد المواطنين البلجيكيين الملتحقين بسوريا والعراق، للقتال في صفوف تنظيمات مسلحة معارضة لنظام البلدين، خاصة تنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف بداعش. دفاع مليكة، وفق ما تناقلته وسائل إعلام بلجيكية، استند في محاججته للقرار على أبناء "أم عبيدة" الحاملين للجنسية البلجيكية، حيث إن سحب الجنسية من مليكة سيعرضها للانفصال عن أسرتها بقوة القانون، إلا أن النيابة العامة اعتبرت أن أسرة مليكة "أقل قيمة وأهمية من آلاف الضحايا التي استقطبتهم وجندتهم ﻷعمال إرهابية". وفيما أجلت المحكمة ببروكسيل الحسم في القرار النهائي لسحب الجنسية إلى التاسع من أكتوبر القادم، أوردت مصادر إعلامية تصريحا مقتضبا لمليكة تتحدث فيه عن رفضها للقرار ورغبتها في العيش رفقة أسرتها بعد خروجها من السجن، "وأنها لا تكره الغرب". و تعتبر أم عبيدة مليكة العرود من أكثر النساء المغربيات إثارة للجدل في العالم، إذ تصفها الأوساط الأمنية في بلجيكا بكونها أخطر امراة في أوروبا، حيث برز إسمها حين تزوجت عام 1999 بشاب تونسي ثري يدعى عبد الستار دحمان الملقب بأبي عبيدة، الذي التحق بصفوف طالبان بأفغانستان، تحت قيادة أسامة بن لادن. وقبل يومين من أحداث 11 شتنبر 2001 الشهيرة، نفذ زوجها أبو عبيدة تفجيرا انتحاريا في طاجكستان، اغتال على إثره أحمد شاه مسعود، الزعيم الأفغاني المعروف بمناهضته للطالبان؛ بعدها، بدأت مليكة تظهر كأرملة "الشهيد أبو عبيدة"، قبل أن تتزوج مرة ثانية من تونسي آخر، عاشت معه لفترة في سويسرا، ليتعرضا عام 2007 للاعتقال بسبب نشاطهما الافتراضي في مواقع موالية لتنظيم القاعدة.