تلقبها الصحافة البلجيكية ب”أرملة الجهاد الأسود” و”أم عبيدة”. إنها المغربية “مليكة العرود”، زوجة أحد قاتلي القيادي الأفغاني أحمد شاه مسعود سنة 2001، والمتابعة منذ سنوات في قضايا تتعلق بالإرهاب، والتي اتهمت مرات عدة بمساندتها الفصائل الإسلامية المتشددة التي تقاتل في أفغانستان وسوريا و العراق، وسحبت منها الجنسية البلجيكية عام 2017. وحسب ما نشره الموقع البلجيكي «Le soir»، مليكة قضت 8 سنوات سجنا سنة 2010، بسبب تجنيدها وتهجيرها شباب للقتال في صفوف القاعدة تحت قيادة “أسامة بن لادن”. ولدت بطنجة قبل 54 سنة والتحقت بأسرتها المهاجرة في بلجيكا بداية ستينيات القرن الماضي. عاشت فترة صباها بالديار البلجيكية، وحصلت على الجنسية البلجيكية عام 2000، لكن لم تكن مليكة جيدة في الدراسة، مما جعل والدها يقرر توقيف مسارها الدراسي. تعرفت مليكة على عالم الكحول والمخدرات، وصرحت “أم عبيدة” في لقاء سابق مع شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية، أنها بعد فترة من التحرر وعيش حياة السهر والمخدرات، بدأت تشعر بالضيق والاشمئزاز من سلوكها. وفي إحدى الليالي عندما كانت في غرفتها، قررت أن تستمع إلى الراديو، وفيما كانت تتنقل بين المحطات سمعت القرآن الكريم، فتوقفت وشعرت براحة كبيرة. وكانت هذه بداية التغيير في حياة “أم عبيدة”، فبعد فترة قصيرة قررت أن تلتزم دينيا وأن تلبس الحجاب، ثم بدأت تتردد على مركز إسلامي في “بروكسيل”، تورط في نشاطات لتجنيد مسلمين للذهاب إلى أفغانستان وأماكن أخرى لشن عمليات ضد أميركا والغرب. صنفتها المخابرات الأوروبية و البلجيكية “كأخطر امرأة في أوروبا” وواحدة من خمس أنشط نساء إرهابيات في العالم حسب المخابرات العالمية. مدانة في محاولة تفجير مبنى لصحيفة دانماركية سبق لها أن نشرت رسوما مسيئة للإسلام. وبرز اسم “أم عبيدة” حين تزوجت عام 1999 بشاب تونسي يدعى “عبدالستار دحمان” الملقب بأبي عبيدة، الذي التحق بصفوف طالبان بأفغانستان، تحت قيادة أسامة بن لادن. وقبل يومين من أحداث 11 شتنبر 2001 الشهيرة، نفذ زوجها “أبو عبيدة” تفجيرا انتحاريا في طاجكستان، قام على إثره باغتيال أحمد “شاه مسعود”، الزعيم الأفغاني المعروف بمناهضته للطالبان. بعدها، بدأت مليكة تظهر كأرملة “الشهيد أبو عبيدة”. تزوجت مرة ثانية عام 2007 من لاجئ تونسي، عاشت معه بسويسرا، حيث أدارا العديد من المواقع الإلكترونية والمنتديات المؤيدة لتنظيم “القاعدة”، وتم إلقاء القبض عليهما، وحصلت “أم عبيدة” على حكم مؤجل بالسجن لمدة سنة و6 أشهر. اعتقلت “أم عبيدة” أكثر من مرة، آخرها كان بسبب قضية لاعب كرة القدم التونسي “نزار الطرابلسي” المتهم بمشاركته في عملية لصالح تنظيم القاعدة والمحكوم عليه بالسجن 10 سنوات، حيث كانت مليكة تخطط لتهريبه من سجنه ببروكسيل. وقال وزير الهجرة البلجيكي، “ثيو فرانكن” إنه تم سحب الإقامة منها، وذلك استنادا على قانون يهدف إلى تسهيل طرد المجرمين أو الأشخاص الذين ثبت أن سلوكهم يشكل خطرا على أمن الدولة. @ مديحة العسري صحافية متدربة