انتخب البرلماني الشاب عن حزب الأصالة والمعاصرة المهدي بنسعيد، الذي يرأس لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج، رئيسا للاتحاد الإفريقي للبرلمانيّين الشباب، وذلك خلال فعاليات الجمع العام التأسيسي الذي احتضنه مقر البرلمان المغربي، طيلة يومين، بمشاركة منتمين شبان منتمين لمؤسسات تشريعيّة من 27 دولة إفريقية. وقد أكد البرلماني المهدي بنسعيد، في كلمة له عقب انتخابه رئيسا للاتحاد لولاية من ثلاث سنوات، أن الحلم قد تحقق.. موردا أن الاتحاد الإفريقي للبرلمانيين الشباب هو "طفل صغير يجب احتضانه والعمل على إنضاجه"، داعيا إلى "العمل بقوة، على الصعيد القاري والدولي وعلى مستوى المنظمات الدولية كالأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي وغيرها، لتحقيق الأهداف المسطرة".. مشددا على أن التنظيم الحديث النشأة يسعى إلى "خدمة قضايا الشباب في القارة الإفريقية، التي تحاصرها تحديات بثقل البطالة والأمن والفقر والأمن الغذائي، فضلا عن طرح حلول جديدة للمشاكل المواجهة". وفي تصريحه لهسبريس قال المهدي بنسعيد إن الإنتقادات التي وجهت للعمل على تأسيس الإتحاد هي "مجانبة للصواب"، معتبرا أن "الهدف الأساس يقترن بتحفيز الشبان والشابات على ممارسة السياسة"، موردا أن هناك "أطرافا خارجية" سعت بقوة لنقل تأسيس الإتحاد خارج المغرب، معتبرا أن المحاولات الرامية لذلك "تم إحباطها". وشدد بنسعيد أن الاتحاد الإفريقي للبرلمانيين الشباب مفتوح في وجه جميع البرلمانيين المغاربة والأفارقة عموما، وقال: "الرهان الأول قد تم كسبه، وذلك بالفلاح في تأسيس الإتحاد، وأؤكد أنه مفتوح أمام الجميع، واقتصارنا على برلمانيّ واحد عن كل دولة كان مطلبا للجنة التحضيرية، على أن يلتحق المقتنعون بتحركنا بعد ذلك، لذلك لا يجب أن يفهم الأمر بطريقة خاطئة من طرف بعض الأحزاب أو ثلة من البرلمانيين". "المضمون نجحنا في التأسيس له بجعل تنظيم الاتحاد الإفريقي أمرا كائنا، ومقره بالعاصمة الرباط" يقول بنسعيد الذي واد أن هناك برلمانيين دخلوا للمغرب لأول مرة وأعجبوا بالبلد، واكتشفوا "حقيقة ما يقال عن المغرب من طرف دول تكن لنا العداء" وفق تعبيره الذي واصل به قوله: "الأمر في حد ذاته نجاح، والهدف المستقبلي هو أن يأتي هؤلاء إلى المغرب ليكونوا سفراء لنا ولقضايانا ببلدانهم". أمّا بخصوص تمويل الجمع التأسيسي للاتحاد الإفريقي للبرلمانيين الشباب فقد أورد بنسعيد، ضمن ذات التصريح لهسبريس، أنه تمّ بشكل تضامني ومشترك بين فاعلين عدة، بينهم البرلمانيين الأفارقة أنفسهم، وأضاف: "بهذه الطريقة نريد أن نشتغل مستقبلا، وذلك عبر دعوة المهتمين، من مؤسسات اقتصادية ومالية، لدعمنا في تحركاتنا". وزاد بنسعيد: "إذا كان هنا سوء فهم لخطواتنا قد نصل إلى تقديم اعتذار، لكنّ ما نريده فعلا هو أن يعمل الساسة على انتقاد المضامين لا الأشكال، لأن المبادرة ليست باسم حزب الأصالة والمعاصرة أو بإسم المهدي بنسعيد، لكنّها باسم الوطن، وأنا مستعد لشرح أي التباس في هذا الأمر لمن لم يملك القدرة على التمييز، فهدفنا هو إرجاع الثقة للشباب من أجل المشاركة السياسية الفاعلة". مباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، نوّهت كلمتها، التي ألقتها بالمناسبة، بالمبادرة القارية التي اعتبرتها "خطوة إلى الأمام في أفق تعزيز التعاون الإفريقي"، معتبرة أن الأمر يتعلق ب "فرصة لشباب إفريقيا لأجل الاضطلاع بأدوار متميزة مستقبلا، على جميع الأصعدة"، مؤكدة أن "المرحلة الحالية تعرف تحولات عميقة تستوجب العمل بقوة لوضع القارة في طريق التنافسية العالمية". وأضافت بوعيدة، بذات المداخلة، أن "الملك محمد السادس دعا غير ما مرة لأن تقطع إفريقيا مع ماضيها، وتتطلع إلى مستقبلها، وذلك بالإيمان بما لها من طاقات"، مشددة على أن "التقدم الإقتصادي بالقارة يبقى رهينا بالاستقرار السياسي والحكامة"، وأضافت أن عددا من الدول الإفريقية قد بصمت على خطوات هامة بتنظيم انتخابات نزيهة وشفاقة"، داعية إلى "تعزيز الحوار مع البرلمانيين بالبلدان الإفريقية والضغط من أجل العمل لمصلحة القارة ومن أجلها". أمّا ثيون نيانغ، مستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مجال الهجرة، فقد عبر عن سعادته بتأسيس الاتحاد الإفريقي للبرلمانيين الشباب، داعيا للعمل بقوة من أجل خدمة القارة وشبابها الذي اعتبره يعاني في ظل رفاهية تعيشها النخب الحكمة.. ونادى نيانغ بالعمل لإلغاء جميع الحدود الجغرافية والدفاع عن مصالح الشعوب على جميع الأصعدة.. وقال أيضا: "مهمتنا تتمثل في خلق مستقبل لإفريقيا، ولنا مسؤوليات عدة وأسئلة عديدة يتعين توفير إجابات عنها، خصوصا أن افريقيا لها مؤهلات كثيرة تجعلها قادرة على التقدم، وأتمنى أن تمنح فرص أكبر للشباب". وأضاف ثيون، وهو المتأصل من السينغال: "أوباما لن يأتي لتغيير افريقيا، ولكنكم قادرون على البصم على هذا التغيير، حيث أن ذلك المسعى لن ينجح إن لم يتم من الداخل، وأشدد على أنه ليس لدينا أوقات لإضاعتها، فوحدتنا ترادف قوتنا، وإذا كنا متفرقين فلن نفوز، لذلك علينا العمل على تحقيق الوحدة و أن نعمل على أن يتنقل أبناؤنا عبر العالم وينالوا الاحترام الذي يليق بهم". الجمع العام التأسيسي للاتحاد الإفريقي للبرلمانيين الشباب، إضافة لما عرفه من تسمية المهدي بنسعيد رئيسا، عرف انتخاب أعضاء المكتب التنفيذي الذي يتكون من أربعة نواب للرئيس، وهم منحدرين من من تشاد وأوغندا وزمبابوي والرأس الأخضر، وكذا كاتب عام من النيجر بنائب من موريتانيا، وأيضا أمين للمال كاميروني بنائب من جيبوتي، إضافة إلى أربعة مستشارين.