انتشر هاشتاغ "وسم" هذه الأيام على الموقع الاجتماعي "فيسبوك"، يحمل عنوان "الاتحاد الاشتراكي مدرسة"، يقوم بنشره أساساً أعضاء هذا الحزب اليساري في محاولة لإظهار تاريخ هذا التنظيم السياسي، والاحتفاء برموزه وإضافاته الواضحة للعمل السياسي المغربي، بعيداً عن الأزمات الأخيرة التي طالته، والتي وصلت حدّ مواجهات عنيفة في مؤتمر شبيبته شهر يوليوز الماضي. ونفت حنان رحاب، عضو الحزب، والنشيطة بشكل كبير في نشر هذا الهاشتاغ على الفيسبوك، أن يكون هدف هذه العملية هو تلميع الحزب الاشتراكي، معتبرة أن صورته محفورة في ذاكرة المغاربة. وبالتالي فالهدف هو "تجميع كل وجهات النظر من داخل أو خارج الحزب، للتعرّف على تاريخه، إنجازاته، سبل تطوير أساليب العمل، وللتغلّب على ما يطبع صورة الحزب دون أن يترجم حقيقة المدرسة الاتحادية". وأضافت رحاب في تصريحات لهسبريس أن الفكرة لا تعني غرق أعضاء الحزب في السلفية التاريخية، بل تعني أن المدرسة مستمرة من جيل اتحادي إلى آخر، وأنها توّحد كافة الاتحاديات والاتحاديين لتجاوز خلافاتهم. كما يعني هذا الهاشتاغ أن إشعاع وتأثير المدرسة لا يستهان به:" الحزب يعاني الآن لأنه في فترة مفصلية من التاريخ، قدّم مصلحة الوطن على المصلحة الحزبية الضيقة"، تقول المتحدثة. وأبرزت رحاب أن الهاشتاغ دعوة لأبناء المدرسة من أجل استعادة المبادرة وتجاوز الخلافات التنظيمية ومواجهة الوضع المتراجع الذي تعيشه البلاد نتيجة "السياسات اللاشعبية التي تنهجها الحكومة المحافظة والتي تحتّم على ديمقراطيي وأحرار هذا الوطن التصدي لهذه الردة"، مشيرة إلى أن العملية قوبلت بإيجابية من مختلف التيارات التي "أقرّت بكون الاتحاد مدرسة ساهمت وتساهم في بناء المغرب الحديث". غير أن نشر هذا الهاشتاغ لم تقابله الإشادة فقط، بل حتى الكثير من الانتقادات، حيث أشار إبراهيم الصمدي، متتبع ومشارك في النقاشات التي دارت في الفيسبوك هذه الأيام حول الموضوع ذاته، إلى أن هذا الهاشتاغ يدخل في سياق رد الفعل، بعد انتشار حملات إلكترونية استهدفت بعض وجوه الحزب كما حصل في حملة "شوفوني" الساخرة التي شملت برلمانية اتحادية. وأضاف الصمدي في تصريحات لهسبريس أن عدد مروجي هذا الهاشتاغ، بالرغبة التي يبتغيها من وراءه، يبقى محدوداً، بينما يظهر أن عدد المتهكمين عليه يبقى أكبر. معتبراً أن هدف الهاشتاغ غير واضح، حيث يتم استدعاء تاريخ الحزب وقيادييه الأوائل، مقابل التهرّب عن الحديث عن منطق القيادة الجديد والوقائع السلبية التي يشهدها الحزب مؤخراً. وزاد الصمدي في الحديث:" نظرتي لحزب الاتحاد لا تختلف كثيراً عن نظرة مواطن لواقع حزب بوعبيد، فإذ كنت أفتخر بمناضلين كمحمد الكحص، كاتب الدولة السابق في الشباب والرياضة، فإن حالة الارتداد والارتباك التنظبمي الواقعة الآن في الحزب، تجعله يفقد بريقه ورصيده التاريخي الحافل بنضالات قيادييه، ممّن آمنوا بمبادئه الحقيقية".